Demonstrators rally in the town of Idlib in Syria’s northwestern Idlib province on March 1, 2024, to protest against Hayat Tahrir al-Sham (HTS), an Islamist group led by Al-Qaeda’s former Syria branch, and calling for the overthrow of the group’s leader. HTS and other groups control swathes of Idlib province and parts of neighbouring Aleppo, Hama and Latakia provinces. A brutal Syrian government crackdown on Arab Spring-inspired protests that erupted in 2011 spiralled into a devastating war involving foreign armies, militias and jihadists. (Photo by OMAR HAJ KADOUR / AFP)
أسبوع كامل من التظاهرات المتواصلة في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة شمال غرب سورية ضد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وصلت هذه التظاهرات التي تتسع يوما بعد اخر الى قلب مدينة ادلب معقل الجولاني.
وتطالب التظاهرات المستمرة باسقاط الجولاني واطلاق سراح المعتقلين في سجون تنظيمه، ووقف تسلط عناصره على السكان.
وتمكن الجولاني من تحييد خصومة ومنافسيه على الساحة، اما بالاعتقال او شن الهجمات على فصائل تخالفه او التصفية الجسدية. وشملت الاعتقالات قيادات عليا منافسه له داخل هيئة تحرير الشام التي يتزعمها، بعد ان غير اسمها من “جبهة النصرة ” فرع تنظيم القاعدة في الشام، الى هيئة تحرير الشام.
ويبدو ان الجولاني ينتهج سياسة مزدوجة مع التظاهرات وحركة الاحتجاج المهددة لسلطته في معاقله، فهو من جهة استعمل الترهيب من خلال اطلاق النار على المتظاهرين لتفريقهم بالقوة، ومن جهة ثانية دفع ما تسمى “حكومة الإنقاذ” التابعة له و العاملة في إدلب لاصدار مرسوم يقضي بعفو عام عن مرتكبي الجرائم بمناسبة شهر رمضان، وفق شروط واستثناءات. ويأمل الجولاني من خلال الاجراء الأخير تنفيس احتقان الشارع في ادلب، ووقف ارتفاع وتيرة التظاهرات واتساع رقتها داخل مناطق سيطرته، حيث شملت التظاهرات مدينة إدلب وسرمدا وتفتناز وبنش والفوعة وسفوهن و البارة ومعرتمصرين وأطمة وحارم، وعمت التظاهرات الأرياف خارج مناطق سيطرة الجولاني كنوع من التضامن مع حركة الاحتجاج داخل دائرة نفوذه.
وكان الجولاني قد نفذ بداية شهر شباط الماضي حملة اعتقالات شملت قيادات أمنية وعسكرية دخل الهيئة ابرزهم القيادي المعروف” أبو ماريا القحطاني”، “وأبو احمد زكور” احد ابرز المقربين منه و المسؤول المالي داخل التنظيم، بذريعة التخطيط لتنفيذ انقلاب ضده بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة واستخبارات اجنبية. وهو ما اثار موجة استياء واسعة داخل صفوف الهيئة. وبدأت حركة الاحتجاج من داخل رحم الهيئة لتتحول الى حالة شعبية عامة.
وبالنظر الى الخط العام للمسار فان النتائج أيا كانت فلن تكون لصالح وحدة الهيئة ونفوذها وسطوتها بالمستقبل. فقد ظهرت تباينات داخل الاجنحة والتيارات التي شكلت الهيئة سابقا، وبغت احدها على الأخرى للاستحواذ بالقوة، من خلال التصفية والسجون والتعذيب داخل السجون، والصاق تهم الخيانة والعمالة، والتآمر.
تراجع الجولاني واصداره عفوا عاما، قد لا ينفس الاحتقان الشعبي او يرأب الصدع داخل الهيئة، بل سينظر اليه باعتباره دليل ضعف، وقلة خيارات، ورضوخ، وهو ما سيشجع خصومه داخل الهيئة، وداخل مناطق نفوذه، بل وخصومة من الفصائل المنضوية تحت الراية التركية في مناطق خارج نطاق حكمه.
تلك التفاعلات داخل الشمال السوري حيث تحكم فصائل على رأسها فصيل الجولاني المصنف كتنظيم إرهابي، لا يمكن النظر اليها باعتبارها تفاعلات محلية داخلية في نطاق الاستياء من سياسات التنظيم وبطشه وسوء ادارته، انما تبدو العوامل المحلية متشابكة مع ما يجري في المحيط والاقليم، والتحولات الحاصلة على مستوى المنطقة، والتي تتطلب ان لا يكون الجولاني موجودا في المشهد مستقبلا.