نظم أطباء كوريا الجنوبية تظاهرات واسعة النطاق، يوم الأحد، احتجاجا على زيادة معدلات الالتحاق بكليات الطب.
ويضرب آلاف المتدربين الطبيين والمقيمين منذ 20 فبراير/شباط، عن العمل، احتجاجا على مساعي الحكومة إلى زيادة معدلات الالتحاق بكليات الطب.
وحذر المسؤولون الحكوميون من أن المضربين عن العمل سيواجهون تداعيات قانونية إذا لم يعودوا إلى مستشفياتهم، لكن من المتوقع أن يتحدى كثير منهم أوامر العودة إلى العمل، ما يعرضهم لخطر تعليق التراخيص الطبية والملاحقة القضائية.
بموجب القانون الكوري الجنوبي، يمكن للحكومة أن تأمر الأطباء بالعودة إلى العمل إذا رأت مخاطر جسيمة على الصحة العامة. وأولئك الذين يرفضون الالتزام بهذه الأوامر يمكن أن يتم تعليق تراخيصهم الطبية لمدة تصل إلى عام واحد ويواجهون أيضا ما يصل إلى ثلاث سنوات في السجن أو غرامة قدرها 30 مليون وون (حوالي 22500 دولار). ويتم تجريد أولئك الذين يحكم عليهم بالسجن من تراخيصهم الطبية.
يقول بعض المراقبين إن السلطات ربما ستعاقب فقط قادة الإضراب لتجنب مزيد من الضغط على عمليات المستشفيات.
في قلب النزاع هناك خطة حكومية لقبول ألفي متقدم إضافي لكليات الطب ابتداء من العام المقبل، أي بزيادة الثلثين عن العدد الحالي البالغ 3058. وتقول الحكومة إنها تهدف إلى إضافة ما يصل إلى 10 آلاف طبيب جديد بحلول عام 2035 للتعامل مع شيخوخة السكان السريعة في البلاد.
ويرى مسؤولون أن نسبة الأطباء إلى عدد السكان في كوريا الجنوبية هي واحدة من أدنى المعدلات بين الدول الصناعية. بيد أن كثيرا من الأطباء يرفضون الخطة، بحجة أن الجامعات ليست مستعدة لتوفير تعليم جيد لهذا العدد الكبير من الطلاب الجدد. ويقولون أيضا إن خطة الحكومة ستفشل كذلك في معالجة النقص المزمن في الأطباء بالتخصصات الأساسية والمنخفضة الأجر مثل طب الأطفال وأقسام الطوارئ.
لكن منتقديهم يقولون إن الأطباء المبتدئين المضربين يشعرون بالقلق ببساطة بشأن انخفاض الدخل المتوقع بسبب الزيادة الحادة في عدد زملائهم الأطباء.
ووفقا لاستطلاع للرأي، فإن خطة الحكومة تحظى بشعبية واسعة لدى الجمهور الكوري الجنوبي. يمثل الأطباء المتدربون في البلاد، البالغ عددهم 13 ألفا، نسبة صغيرة من أطباء كوريا الجنوبية البالغ عددهم 140 ألفا، لكنهم يمثلون ما يتراوح بين 30 و 40 بالمائة من إجمالي الأطباء في بعض المستشفيات الكبرى ويؤدون العديد من الوظائف الحيوية لدعم الطاقم الطبي.
تسبب إضراب الأطباء في إلغاء أو تأخير مئات العمليات الجراحية والعلاجات الطبية الأخرى في مستشفياتهم، وفقا لوزارة الصحة.
ويقول خبراء إنه إذا انضم كبار الأطباء إلى إضرابات الأطباء المتدربين، فإن الخدمة الطبية في كوريا الجنوبية ستعاني من أضرار جسيمة. من جانبها، قالت الجمعية الطبية الكورية، التي تمثل 140 ألف طبيب في البلاد، إنها تدعم الأطباء المتدربين، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنضم إلى الإضرابات أم لا.