تكاثرت وتزاحمت المبادرات الأهلية والشعبية الأردنية التي تحاول إختراق الحصار الإسرائيلي على أهالي قطاع غزة بطرق وأساليب متنوعة ومتعددة ضمن سياقات أحيانا مناطقية وأخرى عشائرية ومرتبطة بالتزامن مع المبادرة الاردنية الملكية التي أعلنت نية كسر الحصار الإقتصادي وقادت مجموعة مبادرات لإنزالات مظلية للمساعدات.
ونفذ الجيش الأردني ايضا ظهر الخميس بعد غياب ليوم الأربعاء إنزالا مظليا جديدا للمساعدات لكن على شواطيء غزة الشمالية فيما بدأ الجميع يتساءل عن جدوى المساعدات برا وجوا ما دامت إسرائيل تقصف من يحاول إلتقاطها خصوصا في مناطق الشمال.
فقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات غرب جنوبي غزة، واستشهد ما لا يقل عن 100 منهم وجرح 600 آخرين، باستخدام قذائف مدفعية وإطلاق النار المباشر، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وتنشط الدوائر الدبلوماسية الأردنية في إطار دفع الجانب الإسرائيلي للموافقة على دخول فرق لمنظمات أممية تعالج إشكالات التوزيع التي يتذرع فيها الجانب الإسرائيلي لمنع دخول المساعدات بحجة السيطرة الأمنية.
عشيرة الخريسات من مدينة السلط غربي العاصمة الاردنية عمان قد أعلنت عن ذبح وتوزيع عجل بإسم أبناء العشيرة.
وكانت جمعية تمثل مدينة الكرك جنوبي الأردن قد تبرعت ايضا بعجل فيما يبحث متبرعون عن تقديم خرفان حية للجائعين في الشمال حيث وصل سعر الخاروف لأكثر من 800 دولارا على الأقل.
وتقدم أبناء حي الطفايلة في عمق العاصمة الاردنية عمان بمبادرات متعددة تمكنت من إختراق الحصار وتوزيع بعض الوجبات والمعونات وخصوصا أرغفة الخبز وكميات من حليب الأطفال.
وسبق ابناء الحي عمليا ومنذ أكثر من شهرين بقية الهيئات المحلية بالإعلان عن تمكنه من إيصال أغذية بطريقة غامضة إلى مناطق شمالي القطاع حيث نشرت فيديوهات لهذه المبادرات.
وتمكن حصرا أبناء حي الطفايلة في عمان العاصمة قبل جميع الدول من إختراق الحصار عدة مرات بعد تصوير فعاليات تقديم وجبات وخبز ومواد طبية بسيطة في مناطق شمالي القطاع.
والتقنية التي تستخدم هي التعاقد عبر الهاتف وعن بعد وعبر احد الصرافين على شراء كمية وبالأسعار المرتفعة جدا مما تيسر الان في الاسواق ثم التبرع بها باسم الهيئات الاردنية.
ويبدو ان نشطاء من أبناء مدينة الكرك جنوبي البلاد في طريقهم لجمع تبرعات لشراء ما يمكن شراؤه من أسواق جنوب غزة وإرسالها للشمال في ظل ازمة معيشيا انتقلت تماما الى مستوى المجاعة .
ولم تعرف بعد جميع التفاصيل التي تستخدم الان في إيصال ما تيسر من مساعدات غذائية من وسط غزة وجنوبها الى الشمال علما بان المعابر الإسرائيلية السبعة في محيط القطاع مغلقة تماما وتخضع لمراقبة فيما السلطات الاردنية متفائلة بإمكانية إنزال كمية أضخم من المساعدات مع نهاية الأسبوع وخلال اليومين المقبلين على مناطق في غزة بما فيها مناطق الشمال حيث اتخذت تجهيزات لوجستية بالتعاون مع عدة دول عربية وأوروبية لكن خلافات ذات بعد أمني وسياسي مع إدارة الحكومة الاسرائيلية هي التي تعيق هذه المهام و تحاول او تحاول عرقلتها.
واليوم الخميس صرّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي، أنه وبتوجيهات ملكية سامية، نفذت القوات المسلحة الأردنية–الجيش العربي إنزالين جويين لمساعدات إغاثية وغذائية للأهل في شمالي قطاع غزة.
وجاءت عملية الإنزال بالتعاون مع مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقتين، وذلك لدعم ومساندة الأهل والأشقاء والوقوف معهم والتخفيف من آثار الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع.
وتؤكد القوات المسلحة أنها مستمرة بإرسال المساعدات عبر جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية سواء كانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.