حددت تعليمات جديدة في المملكة آليات صرف المضادات الحيوية بهدف تفعيل الاستخدام الرشيد لها.
وأكد خبراء أن الأردن تنبه إلى مخاطر إساءة استعمال المضادات الحيوية، بعد أن بات الحصول على أي مضاد حيوي سهلا، سواء كان العلاج مناسبا أم لا، حيث يلجأ مواطنون أمام أي عارض إلى الصيدلية لأخذ مضاد حيوي دون معرفة إذا كان المسبب للمرض فيروسيا أو بكتيريا.
وأشاروا إلى أن الأردن سباق في الاستجابة السريعة في العديد من الأمور الصحية وأخذ الخطوات الاستباقية والإجراءات اللازمة وانطلاقا من الاستخدام الرشيد للأدوية والتيقظ الدوائي وعبر لجنة متخصصة بتصنيف المضادات الحيوية في المملكة.
وأكد مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات أن المؤسسة قامت باتخاذ عدد من الخطوات أهمها منع صرف مجموعة من المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية لا سيما تلك التي يمكن أن تكون مقاومة للبكتيريا.
وأضاف أنه جرى تحديث كميات من المضادات شريطة توفرها في صيدليات معينة وبشكل صيدلاني محدد، وتصرف وفق وصفة مخصصة ونموذج مختلف، فيما تم اعتماد نموذج طبي معين يسمح من خلاله بصرف المضادات الحيوية، لا سيما تلك الخاضعة للمراقبة والتي يمكن أن تكون مقاومة للبكتيريا ،كما تم حصر إعطاء المضاد الحيوي على شكل حقن في المستشفيات فقط.
وبين مهيدات أن الوصفة الطبية يجب أن تعد من قبل طبيب مختص في مجال الالتهابات.
وقال خبراء إن هذه الخطوة مهمة جدا لأن الخطر الداهم للعالم الآن هو زيادة المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية.
وأوضحوا أن هذه الزيادة تلحق الضرر بأي شخص بصرف النظر عن السن وبلد الإقامة، بحسب المتخصصة في إدارة المخاطر للمضادات الحيوية الدكتورة سها الجابري، حيث أشارت إلى أن مقاومة المضادات الحيوية شكل طبيعي، إلا أنها باتت الآن أسرع بسبب إساءة استعمالها عند إعطائها للإنسان والحيوان.
وقالت الجابري ان علاج عدوى الالتهابات مثل الالتهاب الرئوي والسل والسيلان أصبح أصعب بكثير بسبب أن المضادات الحيوية التي تستخدم لهذه الحالات باتت أقل نفعا.
وذكرت أن مقاومة المضادات الحيوية تؤدي إلى تمديد فترة العلاج في المستشفى وارتفاع التكاليف الطبية وزيادة معدل الوفيات، بحسب منظمة الصحة العالمية.
من جهته، قال أخصائي علم الأمراض، الدكتور جريس مراد إن ثلاثة من كل 10 أطفال حديثي الولادة يصابون بعدوى في الدم، لأن المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الإنتان (تعفّن الدم) لم تعد فعّالة، إضافة إلى الالتهاب الرئوي الذي يمكن الشفاء منه، إلا أنه، بحسب منظمة الصحة العالمية، يعد سببا رئيسيا لوفيات الأطفال دون سن الخامسة للسبب ذاته