دعا اتحاد الصناعيين في إسرائيل، أصحاب المصانع إلى “الاستعداد” لحرب مع حزب الله اللبناني في الشمال، تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي والغاز الطبيعي والعديد من الخدمات الحيوية، فيما يواصل الاحتلال قصف مواقع جديدة داخل لبنان، يقول إنها تابعة لـ”حزب الله”.
موقع “كالكاليست” الاقتصادي العبري قال الإثنين 26 فبراير/شباط 2024: “ناشد اتحاد الصناعيين مديري المصانع في شمال البلاد الاستعداد لسيناريوهات انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وتوقف إمدادات الغاز الطبيعي، وتعطيل حركة الشاحنات والخدمات في الشبكة الخلوية”.
كما أوضح أن هذه المناشدة تأتي “على خلفية تصاعد القتال بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود مع لبنان، والخوف من تحوله إلى حرب شاملة”.
استنفار عارم استعداداً للحرب مع حزب الله
روبي غينل، الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعيين (غير حكومي)، كتب في تعميم أرسله إلى مديري المصانع بشمال إسرائيل: “وفقاً للسيناريوهات التي قدمتها لنا الوزارات الحكومية، فلدى اندلاع حرب مع حزب الله واسعة النطاق على الحدود الشمالية، هناك احتمال كبير لانقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد لمدة تصل إلى 72 ساعة، وبعد ذلك، يبدأ انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات يومياً”.
كما أضاف: “بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، من المتوقع أن يتوقف تدفق الغاز الطبيعي إلى المصانع، إلى جانب أعطال أخرى تتطلب الاستعداد المسبق”.
ووجَّه غينل نحو 700 مصنع في المنطقة الشمالية للتحقق من الأنظمة الاحتياطية لاستهلاك الكهرباء أو الغاز الطبيعي، وتخزين الوقود والديزل بما يكفي لمدة 72 ساعة على الأقل، وفق الموقع.
كما وجّه رئيس اتحاد الصناعيين مديري المصانع بـ”زيادة مخزون المواد الأولية نتيجة الاضطرابات المحتملة في حركة الشاحنات وإغلاق الأنشطة في الموانئ البحرية”.
ونصح المصانع بدعم أنظمة اتصالاتها بالهواتف المرتبطة بالأقمار الصناعية؛ خوفاً من انقطاع كبير في الشبكة الخلوية.
وفي حديث مع الموقع العبري، قال غينل إن الاتحاد أنشأ غرفة عمليات محصنة استعداداً للحرب مع “حزب الله”، والتي ستعمل من ملجأ في تل أبيب (وسط)، ومن خلالها سيدير الاتصالات مع المصانع وخدمات الطوارئ والوزارات والمكاتب الحكومية.
يشار إلى أن سيناريوهات انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة في أجزاء كبيرة من إسرائيل تستند إلى تقييم، مفاده أنه خلال حرب شاملة، سيحاول “حزب الله” استخدام الصواريخ الدقيقة والطائرات الانتحارية بدون طيار، لمهاجمة البنى التحتية الحيوية المستخدمة لإنتاج ونقل الكهرباء، بحسب “كالكاليست”.
غارات جديدة في لبنان
مساء الإثنين، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه قصف مباني عسكرية لـ”حزب الله” وموقع إطلاق صواريخ في 3 مناطق بجنوب لبنان. وفي بيان نشره بحسابه على منصة “إكس”، قال الجيش: “قصفت الطائرات الحربية، خلال الساعات الأخيرة، مباني عسكرية تابعة لمنظمة حزب الله في منطقة عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل) بجنوب لبنان”.
كما أضاف: “هاجمت الطائرات المقاتلة قبل قليل، موقع إطلاق في منطقة كوكبا (قضاء حاصبيا) والذي نفذت منه قبل ساعاتٍ عشرات عمليات الإطلاق باتجاه منطقة هضبة الجولان”.
وتابع الجيش: “في وقت سابق من هذا اليوم (الإثنين)، هاجمت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي مبنى عسكرياً آخر لحزب الله في كفر كلا (قضاء مرجعيون).
فيما لم يعلق “حزب الله” على بيان الجيش الإسرائيلي حتى الساعة الـ18:30 (ت.غ).
وخلال اليوم الإثنين، شهدت المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” تصعيداً غير مسبوق منذ اندلاع التوترات بينهما في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبل ساعات، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اغتيال القيادي في “حزب الله” حسن حسين سلامي، الذي قال إنه كان “مسؤولاً عن تنفيذ هجمات” ضد إسرائيل.
فيما أطلق “حزب الله” نحو 60 صاروخاً على مواقع للجيش الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل، وفق قناة “14” العبرية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن القصف جاء رداً على غارات للجيش الإسرائيلي في بعلبك شرقي البلاد ضد أهداف في نظام الدفاع الجوي التابع لـ”حزب الله”، والتي قُتل فيها اثنان من عناصر التنظيم.
وفي حادثة سابقة، قصف الجيش الإسرائيلي ثلاثة أهداف لـ”حزب الله” في منطقة بعلبك، التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود مع لبنان، وهي أبعد الأهداف التي تعرضت للهجوم منذ بداية الحرب، وفق المصدر ذاته.
وقال الجيش الإسرائيلي وقتها في بيان، إنه هاجم مواقع في بعلبك يستخدمها نظام الدفاع الجوي التابع لمنظمة حزب الله، وذلك رداً على إطلاق الحزب صواريخ “أرض/جو” على طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز “زيك” (هرمز 450) وإسقاطها في وقت سابقٍ اليوم الإثنين.