المظلومية ألأردنية تكاد أنْ تكون تراجيديا حزينة مبنيةً على واقع سوداوي وسهام من الحقد المُشبع بالسُمّ القاتل ، لا لسبب إلّا أنّ قوماً قالوا وطني الأردن ، فنحن نكاد أنْ نكون البلد الوحيد والشعب الوحيد والمُكوّن الوحيد الذي لا يستطيع أن يتباهى بأردنيته !! ونحن الوحيدون الذين اذا قُلنا إننا أردنيين فنحن عنصريين طائفيين منافقين … ونحن سبب ضياع العرب !! ونحن سبب المصائب كلها !! .
نحن الشعب الوحيد بعد مئة عام من تشكيل ألدولة الأردنية لا زلنا نخجل من إظهار أُردنيتنا !! وكل ذلك حفاظًا على شعور العرب وأحاسيسهم !! نحن المطلوب منّا أن نحارب العالم ونقف ضد العالم !! والجميع ينسى أو يتناسى إننا دولة ذات مقدّرات محدودة وإمكانيات لا تقارن مع غيرنا !! ومع ذلك فما نقدمه يوازي أو يزيد على دول ذات يوم كان إسمها دُول عظمى أو عظيمة بإمكانياتها ومقدِّراتها!! .
وفي حرب غزة او تدمير غزة – لَمْ يعد للتسمية من أهمية – الجميع يتهمنا بالتقصير والتأمر والخيانة لا لسبب إلّا لأننا قوم ليس من طباعنا التباهي بإفعالنا الطيبة والتي نعتبرها – قبل كل شيء – واجب علينا إن لَمْ يكن مفروضًا من الدين فهو مفروض من عروبتنا وإن لم يكن من العروبة فهو من واقع الجغرافيا وإن لَم يكُن من هذا وذاك فهو من أخلاقنا .
نحن قدّمنا ما نستطيع ومساعداتنا التي هي واجب علينا هي أول ما وصل غزة الجريحة وكوادرنا الطبية والبشرية من أوائل الكوادر في غزة ، صحيح نحن لَمْ نعلن الحرب نصرة لغزة لأن هذه ظروفنا التي لا نخجل منها ولكننا يوما لَمْ نتأخر عن العرب … ويومًا لَمْ نتآمر على العرب … ويومًا لَمْ يُسجل التاريخ علينا إننا غدرنا بعربي ، سمعنا الكثير وقالوا عنّا الكثير وتحملنا كل ذلك ولسان حالنا قول الشاعر :
وَظُلمُ ذَوِي القُربى أشَدُّ مضاضةً
على المَرءِ مِنْ وَقعِ الحُسامِ المُهنّدِ
وإنْ كُنّا نحن الأردنيين نتحمل كل هذا الأذى فهذا أقلّ الواجب ونسعى إلى بذل المزيد فالتضحية بالدماء والأولاد والأنفس لا تعادلها تضحية ويبقى كلّ ما عداها قليلًا وصغيرًا بجوارها ، ولكننا سنبقى مع الحق العربي ومع إستعادة فلسطين ولكن هي السياسة أو كما قال الشاعر :
وَمَنُْ لَمْ يُصانع في أمورٍ كَثيرةٍ
يُضَرّس بأنياب ويُوطَأ بِمَنسِمِ
وقول المعتمد بن عبّاد :
قالوا الخضوع سياسة
فليبد منك لهم خضوع
سيبقى الأردن هو السند والداعم للقضية الفلسطينية ومن زار غزة في الأيام الآخيرة يعرف نظرة أهلها للاردن والاردنيين وسيبقى أولئك المشككين يصرخون في وادٍ غير ذي زرع ويبقى إفتخار الأردنيين بأنفسهم ووطنهم وقيادتهم حال ذاك الشاعر الذي قال فيهم :
إذا قيلَ خيل الله ! يومًا ألا إركبي
رَضيِت بِكفّ ألاردني إنسِحابها .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة