هيمنت الأخبار الواردة من قطاع غزة حول المجاعة القاتلة في الشمال على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وسرعان ما انشغل المعلقون والنشطاء في تداول مقاطع الفيديو الواردة من قلب المجاعة كما انتقد الكثيرون النظام المصري الذي لا يزال يُغلق معبر رفح وينتظر إذناً إسرائيلياً من أجل دخول شاحنات المساعدات.
وسرعان ما تصدرت الوسوم المتعلقة بالمجاعة في قطاع غزة قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي مع تصاعد وتيرة الدعوات لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين، وإيصال الطعام والعلاج لهم.
وعلق سامي الزين: «لا مروءة الجاهلية فينا ولا عزة الاسلام.. أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين.. في ذاك الزمان لم يجع طائر في بلاد المسلمين، أما اليوم فمن يجوع هم المسلمون ذاتهم.. مجاعة مرعبة يتعرض لها أهل غزة».
ووثقت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي من شمالي قطاع غزة حالة الجوع الشديد وسوء التغذية التي يتعرض لها السكان في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة جراء عدوان الاحتلال وحصاره الخانق.
إذ أظهر فيديو تداوله ناشطون على منصات التواصل، عدداً من الأطفال وهم يجمعون حبات البطاطا الفاسدة، من أجل تناولها في شمالي قطاع غزة.
وفي حي الزيتون بمدينة غزة اضطر الأهالي إلى أكل لحم حصان مصاب بقصف الاحتلال بسبب الجوع، وفقاً لما أظهره مقطع فيديو على منصات التواصل.
وفي مقطع فيديو آخر، انهار فلسطيني خلال وداع طفله الشهيد، بسبب انعدام التغذية في شمالي القطاع، حيث وجَّه رسالة إلى حكام العرب قائلاً: “أريد أن أوصل رسالة للعرب.. هذا حرام اللي بيعملوه، هذا حرام، ما ذنب الأطفال؟!”
يأتي ذلك في حين تتصاعد التحذيرات من الموت جوعاً في شمالي قطاع غزة، فيما أصبح يعرف بحرب تجويع يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
والأربعاء الماضي، كشفت وثائق أممية وتحليل لصور الأقمار الصناعية عن إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في غزة بتاريخ 5 فبراير/شباط الجاري، وذلك في أثناء توجهها إلى شمالي القطاع، حيث يقف الفلسطينيون على حافة المجاعة، وفقاً لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، قالت في تقرير لها، إن واحداً من بين كل 6 أطفال في شمالي غزة يواجه سوء التغذية الحاد، مشددة على أن “الوضع خطير جداً، لا سيما شمالي قطاع غزة”.