حذرت الولايات المتحدة روسيا مباشرة أمس الخميس من إطلاق سلاح نووي إلى الفضاء، مضاد للأقمار الاصطناعية، وفقا لما ورد بتقارير استخباراتية اعتبرت أن سلاحا من هذا النوع، يمثل تصعيدا خطيرا في المواجهة بين القوى السابقة في الحرب الباردة، لأنه قد يؤدي إلى شل شبكات الأقمار الاصطناعية الغربية، وينتهك معاهدة وقعتها روسيا في 1967 مع الولايات المتحدة، تحظر نشر أسلحة نووية في الفضاء.
كما أن نشر هذا السلاح في المدار، قد يضر نظام GPS المساعد على تحديد المواقع العالمي ومراقبة الفضاء، ويهدد عمليات قيادة عسكرية تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، لذلك وصفه أعضاء كبار في الكونغرس، أطلعوا على تقارير من CIA بشأنه، بأنه “تهديد خطير للأمن القومي” لعدم وجود قوة لدى الولايات المتحدة تدافع حاليا عن أقمارها الاصطناعية ضده، مع أن البيت الأبيض يرى أنه لا يشكل تهديدا مباشرا، الا أن روسيا قد تكون مستعدة لوضعه في المدار بحلول نهاية العام، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى الأربعاء ذلك.
وفي التقارير الاستخباراتية أيضا، أن الرئيس بايدن أمر بالتواصل الدبلوماسي المباشر مع الكرملين الأسبوع الماضي، حيث طرح كبار المسؤولين الأميركيين الأمر مع نظرائهم الروس، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بتقرير قالت فيه إنJake Sullivan مستشار بايدن للأمن القومي، أجرى اتصالات مع Yuri Ushakov مستشار بوتين للسياسة الخارجية. كما اتصل William Burns مدير “سي آي إيه” الأسبوع الماضي برئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي Sergei Naryshkin حول الشأن نفسه.
إضافة إلى ذلك، سعى دبلوماسيون أميركيون إلى حشد الإدانة الدولية ضد روسيا، وناشدوا حكومات مجموعة السبع، وكذلك الهند وحتى الصين، لتوبيخ موسكو لمخاطرتها بسباق تسلح نووي في الفضاء، فيما صرح أحد المسؤولين الأميركيين للصحيفة، بأن: “هناك مساحات قليلة جدا من التوافق الاستراتيجي المحتمل بين الولايات المتحدة والصين على حساب روسيا، وهذا هو واحد منهم” كما قال.
أما موسكو، فنفت نيتها تصنيع السلاح وإطلاقه إلى الفضاء، واتهمت البيت الأبيض بـ “التلفيق الخبيث” من أجل إقناع الكونغرس بالموافقة على المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفقا لما نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس الخميس.