دعا رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة الى وجوب ايجاد سردية اردنية محكمة للاحداث سواء ما يحصل الان على الساحة الفلسطينية او ما حصل منذ نشأت الدولة الاردنية الحديثة، والدور الذي قام به الاردن بقيادة الهاشميين تجاه القضية الفلسطينية.
وبين في محاضرة القاها بعنوان دور الاردن والهاشميين في الدفاع عن القضية الفلسطينية امس في المؤسسة العامة للغذاء والدواء بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، ان على رجال الدولة وسياسيها تثبيت الرواية الاردنية والتاريخ الاردني، داعيا الى كتابة التاريخ الاردني بيد الاردنيين ليكون نبراسا للاجيال المقبلة عندما تتحدث عن دور وطنها في الاحداث الاقليمية.
وفي رد على سؤال حول تأثير الاعلام على تثبيت الرواية الاردنية للاحداث اكد الروابدة انه لا يوجد هامش كبير لتأثير الاعلام المحلي، معتبرا ان الاعلام اصبح صناعة دولية والاثر المحلي للاعلام بسيط، داعيا رجالات الاردن وسياسييها بالحديث وتثبيت الرواية الاردنية.
ولفت الى ما يقوم به الملك عبدالله الثاني في جميع لقاءاته مع رؤساء الدول وفي المحافل الدولية وخطاباته حيث يكون جل الحديث عن فلسطين وحقوق الفلسطينيين، مؤكدا اننا في الاردن سنستمر ونقف مع فلسطين لأن حالنا واحد، وستبقى فلسطين جزءاً منا والقضية الفلسطينية قضيتنا المركزية.
وحول كيف من الممكن ان تنتهي الاحداث في غزة بعد احداث السابع من تشرين الاول وما تلاها من عدوان على غزة بين الروابدة ان ما قامت به حماس «كسر انف اسرائيل» فهو دمر نظرية الامن ونظرية القلعة التي كان يتغنى بها الاحتلال، كما انها احيت القضية الفلسطينية، منبها الى ان ما سيحصل بعد انتهاء الاحداث يجب ان يكون قيام دولة فلسطينية، ولكن شكلها وحدودها ومدى سيادتها واستقلالها ومسؤولياتها ستتحدد من خلال الحوار.
ونبه الروابدة ان اي شيء سيحصل على الساحة الفلسطينية يجب ان يكون الاردن شريكاً فيه، واذا ما تساءل احدهم لماذا، سيكون الجواب اننا شركاء لسببين، اولهما بسبب التاريخ والثاني لأن لدينا جزءاً كبيراً من شعبنا صاحب حق في فلسطين ولذلك اي حديث عن القضية الفلسطينية بين اثنين يجب ان يكون الكرسي الثالث اردنيا حتى نحفظ حقوق أبنائنا الذين يطلق عليهم حتى الان لاجئون او مواطنون من اصل فلسطيني.
وبين ان الحرب والسلام قرار عربي وهو ليس قرارا اردنيا، والعرب قرروا ان لا حرب واجتمعوا في بيروت وقرروا خطة السلام وعليه نحن جزء من امتنا العربية نحارب معها ونسالم معها اما القرار الفردي فهو قرار لا يجوز، مبينا ان الاردن يبذل جهدا فوق طاقته ومستمر لذلك حتى الوصول الى حل للقضية الفلسطينية.
وبين ان كل دولة من دول الطوق تقدم ما تستطيع، و ان الاردن قدم الكثير من اجل الفلسطينيين وعلى رأسه المساعدات التي ترسل عبر الانزالات الجوية.
وحول السؤال الذي طالما طرح عليه عن السبب الذي دعاه وقت ان كان رئيسا للوزراء بإغلاق مكاتب حماس في الاردن، بين الروابدة اننا مع حماس تقاوم على ارض فلسطين وليس ان يكون ذلك على الارض الاردنية، والاردن طالما كان مع كل الفصائل الفلسطينية التي تقاوم على الارض الفلسطينية ولكن لا يمكن ان تقبل الاردن كدولة ان تصبح منطلقا لمعارضة السلطة الفلسطينية التي اجمع الفلسطينيون عليها، وكان لا يمكن الموافقة على استغلال الارض الاردنية للمعارضة.
وبين ان الحديث عن الفلسطيني تعني من يقيم على الارض الفلسطينية التي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية وفي الاردن نحن جميعا اردنيون،لكن تجمعنا في الاردن هوية واحدة.
واضاف الروابدة ان هذا الوطن يستحق ان تفتخر بالانتماء اليه لانه كان عروبيا منذ نشأته، وانه عند الحديث عن فلسطين لا يجوز ان تفصل بين الاردن وفلسطين منذ البداية هكذا عاشا التاريخ وحدة ادارية واحدة خضعت لنفس الغزاة على مدى التاريخ وما عرف التمايز بينهما.
ولفت الروابدة الى ان تشكيل اول حكومة في الامارة توضح الهوية العروبية التي كان يعيش بها الاردنيون، معتبرا ان هذا عنصر قوة النظام الاردني.
واضاف انه لم تقم حركة مقاومة على الارض الفلسطينية لم يكن الاردن شريكا بها، معتبرا ان الاردنيين عندما كانوا يدافعون عن فلسطين كانوا يدافعون عن ذاتهم وعن انفسهم ويعتبرون انفسهم شركاء فيها.