مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وسط الهجمات الإسرائيلية المكثفة، يكافح الأطفال الفلسطينيون مثل البالغين من أجل توفير الماء والغذاء لأسرهم. ويصطف الأطفال الذين يعيشون في الخيام بمدينة رفح جنوب القطاع هربا من الهجمات، للحصول على المياه التي توزعها الجمعيات الخيرية، حيث يقومون بتعبئة أواني المياه ونقلها إلى خيامهم باستخدام العربات اليدوية أو حملها بأيديهم رغم وزنها الزائد. ( Abed Zagout – وكالة الأناضول )
خرج العشرات من أطفال غزة، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024، في مظاهرة بشمال القطاع، تنديداً بشح الغذاء والمياه، جراء الحصار التي تفرضه إسرائيل على المناطق الشمالية للقطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إن الاحتلال منع نصف الإعانات من الوصول للشمال.
وتشير النتائج الأخيرة لفحوص سوء التغذية التي أجرتها المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية، إلى زيادة كبيرة في معدل سوء التغذية الحاد العام بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً.
شعارات أطفال غزة
فقد رفع أطفال غزة المشاركون في التظاهرة التي انطلقت بشوارع شمال القطاع، لافتات كتب على بعضها: “الخبز صار حلمي”، و”الجوع كافر”، و”نريد طعاماً”.
خلال التظاهرة، قرع الأطفال الطناجر الفارغة، وأطلقوا هتافات منددة بالحرب على غزة، وأخرى تطالب بالعيش الكريم.
من جانبها، قالت الطفلة آيات عاشور (10 سنوات) للأناضول على هامش التظاهرة: “نموت من الجوع، لا يوجد شيء نأكله، أصبحنا نأكل أكل الحمام والدجاج”.
كما أضافت: “الطعام مرتفع الثمن، بدنا (نريد) نعيش، بدنا مساعدات، قاعدين بالمدارس تحت القاذورات ومياه الصرف الصحي”.
ولفتت إلى أن “الناس بشمال قطاع غزة لا تجد شيئاً تأكله ولا مياهاً ولا حليباً للأطفال”.
كذلك، طالبت الدول العربية بـ”الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف المجاعة التي يتعرض لها”.
“بدنا طحين”
بدوره، قال عمر الشمباري (14 عاماً): “طالعين عشان (خرجنا لكي) نحكي للعالم بدنا طحين، بدنا ناكل مثل غيرنا، لا مياه ولا أكل”. وأضاف: “نأكل وجبة واحدة يومياً ولا تكفينا مكونة من المياه والصلصة”.
كما تابع: “مللنا من أكل طعام الحيوانات المكون من الشعير والذرة الناشفة”. ولفت إلى أن “حليب الأطفال مرتفع الثمن” شمالي قطاع غزة.
الطفل الشمباري ختم حديثه بالقول: “نعاني من أوضاع صعبة، يجب على الدول العربية والعالم أن يقفوا معنا”.
ووصل سوء التغذية الحاد العام بالقطاع إلى 16.2%، وهو معدل يتخطى العتبة الحرجة التي تحددها منظمة الصحة العالمية عند 15%، وأطفال غزة الأكثر عرضة للخطر.
الاحتلال يمنع وصول المساعدات
بالتزامن مع مظاهرة أطفال غزة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أن إسرائيل لم تسمح بأكثر من نصف المساعدات المقررة هذا العام إلى شمالي قطاع غزة، وذلك في منشور عبر حسابها على منصة “إكس”، الثلاثاء، حول منع أنشطة الإغاثة لقطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل.
وقالت: “السلطات الإسرائيلية منعت منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن 51% من المهمات التي خططت لها الأونروا وشركاؤها في المجال الإنساني لتقديم المساعدات وإجراء التقييمات لمناطق شمالي غزة”.
كما أكدت أن انعدام الأمن الغذائي شمالي غزة وصل إلى حالة حرجة للغاية.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت “أونروا”، أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا “على حافة المجاعة”.
كما أشارت الأونروا عبر منشور لحسابها في منصة “إكس”، إلى مواصلة الجيش الإسرائيلي “الهجمات المكثفة على مدينة خان يونس جنوبي القطاع”.
كذاك، لفتت إلى فرار آلاف سكان غزة من المناطق الشمالية باتجاه مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تؤوي 1.4 مليون شخص.
ثم حذرت الوكالة الأممية من أن سكان المناطق الشمالية من قطاع غزة على “حافة المجاعة” ولا ملاذ يؤوون إليه.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.