أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ضرورة أن يكون هناك جهد دولي لوقف الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية اليوم الجمعة لمختلف وسائل الاعلام المغربية على هامش مشاركته في المؤتمر البرلماني للتعاون بين دول “جنوب – جنوب”، الذي يناقش دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية في أفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية، والذي بدأت أعماله يوم أمس الخميس في العاصمة المغربية الرباط.
وبحسب بيان من مجلس الأعيان اليوم الجمعة، أكد الفايز ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام، ينهي الصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، مبينًا أن لا أمن واستقرار في المنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن الأردن يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويرفض العنف وقتل المدنيين، موضحا أن قيام “إسرائيل” باتباع سياسة التهجير القسري والقتل الممنهج، وسياسة الأرض المحروقة وقطع الماء والكهرباء، وتجويع فلسطيني قطاع غزة، وحصار المدن الفلسطينية، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، يخالف كافة القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، ولن يمنحها الأمن والاستقرار.
وأكد رئيس مجلس الأعيان، أهمية مؤتمر التعاون البرلماني لدول “جنوب-جنوب”، باعتباره يأتي في الوقت الذي يعيش فيه العالم تحديات اقتصادية وصراعات سياسية، كان من نتائجها زيادة معدلات اللجوء، وقتل وتشريد مئات الآلاف، وارتفاع نسب الفقر والبطالة والجوع، إضافة إلى انتشار تجارة السلاح والمخدرات، على حساب قضايا التنمية، مبينًأ أنه لو استخدمت المبالغ التي تنفق على هذه التجارة السوداء، في قضايا التنمية ومواجهة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، لكان عالم اليوم مختلف، وخاليا من الجوع والصراعات.
وأشاد الفايز بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس، التي عملت على توطيد العلاقات خدمة لمصالح شعبي البلدين الشقيقين وقضايا أمتنا، والتعاون والتنسيق القائم بين جلالتيهما، من أجل إرساء أسس السلام والاستقرار في المنطقة وتوجيه مقدرات الشعوب نحو التنمية والبناء والاصلاح.
وأضاف الفايز ، أن الأردن يعتز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية، والتي يحرص على تطويرها والبناء عليها باستمرار، جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك محمد السادس، مبينًا أنها علاقات تقوم على أسس راسخة وثابتة، أساسها الاحترام المتبادل والتنسيق المشترك، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين والعمل معًا من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
وأشار الفايز إلى العلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين وأهمية هذه العلاقات في خدمة القضايا العربية العادلة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا العربية، والتي تحتاج إلى توحيد الجهود المشتركة للتصدي للأخطار والتحديات التي تواجهها.
وعلى هامش المؤتمر، قام رئيس مجلس الأعيان بزيارة إلى المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي يحتضنه مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في العاصمة المغربية الرباط، وينظم بشراكة بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والرابطة المحمدية للعلماء، وهو النسخة الأولى من معرض السيرة النبوية المنظمة خارج المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
واستمع الفايز، بحضور السفيرة الأردنية لدى المغرب جمانة غنيمات، من الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة إلى شرح حول طبيعة المعرض وأهدافه ومحتوياته.
ويضم المعرض ثلاثة مكونات رئيسية، وهي “المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، وبانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول”، والمنظم بتقنيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي، وتشرف عليهما رابطة العالم الإسلامي، ومعرض صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبة والوفاء”، الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية.
ويهدف المعرض الذي يحتوي مجسمات تحاكي الحياة القديمة في مكة والمدينة المنورة إلى تقديم رسالة الإسلام ممثلة في العدل والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والاعتدال، اعتمادًا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي المضيء .
واستعرض الدكتور المالك أبرز محاور الرؤية والتوجهات الاستراتيجية للإيسيسكو، القائمة على الانفتاح والشراكة مع الجميع لفائدة دول العالم الإسلامي والمجتمعات المسلمة حول العالم، مشيرًا إلى أهم المبادرات والبرامج والمشاريع التي تقوم المنظمة بتنفيذها، وتركز على ترسيخ قيم التعايش والسلام ومواجهة الكراهية والأفكار المتطرفة وبناء قدرات الشباب والنساء.
من جانبه أعرب الفايز عن سعادته بزيارة هذا الصرح الكبير، الذي يعد موسوعة علمية تروي السيرة النبوية العطرة بطريقة مبسطة تخاطب جميع الفئات، موجهاً الشكر إلى مختلف الجهات القائمة على المعرض.