بعدما علَّقت إدارة بايدن فجأة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وسط دعوات من الكونغرس لوقف هذه المساعدات بشكل دائم، اتخذت مجموعة من الموظفين المصدومين في الكابيتول زمام الأمور بين أيديهم.
وبدلاً من اتباع رؤسائهم في الكونغرس، أو الموافقة على تعليق مساعدات الإدارة، ينظم العاملون حملة لجمع التبرعات الأسبوع المقبل في العاصمة واشنطن، للمساعدة في جمع الأموال من أجل المساعدات الإنسانية في غزة، وكذلك من أجل المنظمات التي تعمل على تحرير الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، بحسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
من المقرر إقامة حملة جمع التبرعات الخميس، 15 فبراير/شباط. ويخطط المنظمون أيضاً لإنشاء صفحة GoFundMe لفتح باب التبرع أمام الجمهور، وقال أحد منظمي حملة “أوقفوا إطلاق النار الآن” في الكونغرس، في مقابلة عبر الهاتف مع موقع Middle East Eye: “نشعر بأنَّ على عاتقنا مسؤولية بذل المزيد من الجهد عندما نرى نوابنا ورئيسنا والإدارة يرفضون فعل ذلك”.
وأضاف: “بينما من الواضح أننا لن نكون قادرين على جمع ملايين الدولارات، أو مليارات الدولارات، التي يمكن للكونغرس أن يخصصها لهذه المساعدة، لكن يمكننا بالتأكيد القيام بدورنا وإحداث ضجة كبيرة”.
في 27 يناير/كانون الثاني، أعلنت إدارة بايدن أنها ستعلق تمويل الأونروا، بعدما زعمت إسرائيل أنَّ 12 عضواً في الوكالة كان لهم دور في عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهي المزاعم التي أفادت وسائل إعلام أجنبية بأنها لا توجد أدلة كافية تدعمها.
وحذت العديد من الدول الغربية الأخرى حذوها، ما ترك المنظمة الرئيسية المُستخدَمة لتسهيل توصيل المساعدات لسكان غزة مع القليل من الأموال لمواصلة العمل في ظل ظروف قاسية وصعبة بالفعل.
ومع ذلك، فإنَّ العديد من أعضاء الكونغرس يدعون إدارة بايدن إلى المضي قدماً في تعليق تمويلها للأونروا، وحظر المساعدة تماماً، ووقع ما يقرب من ربع أعضاء مجلس الشيوخ على رسالة تنص على أنه يجب أن يكون هناك وقف دائم للمساعدات الموُجهة للأونروا.
وأظهر تشريع لمجلس الشيوخ، الذي كُشِف عنه هذا الأسبوع، أنَّ الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وكذلك الرئيس بايدن، اتفقوا على عدم تحويل أية أموال إلى الأونروا، وهي خطوة من شأنها أن تجبر الولايات المتحدة على التراجع عن دورها باعتبارها الجهة المانحة الرئيسية للأونروا.
حملة لنشر مستوى الوعي
قال المُنظِّم من حملة “أوقفوا إطلاق النار الآن” في الكونغرس لموقع Middle East Eye إنَّ هذا الحدث هو جزء من الجهود التي تبذلها المجموعة منذ أشهر لرفع مستوى الوعي، والضغط من أجل وقف إطلاق النار، لكن جمع التبرعات كان بمثابة استجابة مباشرة لخطوة تعليق التمويل للأونروا.
وأضاف المُنظم: “كان الدافع الحقيقي وراء ما نفعله هو رؤية وقف تمويل الأونروا قبل أسبوع أو أسبوعين، ورؤية كيف أنه حتى في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، فإننا نرى حكومتنا تتراجع وتصير أقل استعداداً لتقديم ذلك”، وتابع: “نرى رؤساءنا يتنازلون حقاً عن مسؤولياتهم”.
وتمثل حملة جمع التبرعات هذه أحدث خطوة تتخذها مجموعة الموظفين، الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة منذ أشهر.
وكانوا حاضرين أيضاً في العديد من المسيرات الجماهيرية المؤيدة لفلسطين، التي نُظِّمت في العاصمة.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أعرب موظفو الكونغرس لموقع Middle East Eye عن خيبة أملهم، إزاء دعم واشنطن المستمر وغير المحدود للحرب في غزة.