“هذه الفرحة من حقنا، نهائي عربي كان حلمنا، فوز العنابي أسعد قلوبنا، ودعمنا أقل واجب ورد للجميل” عبارات ترددت خلال احتفال من الجماهير العربية بتأهل منتخب قطر لملاقاة شقيقه الأردني بنهائي عربي خالص لكأس آسيا والذي يقام السبت المقبل على ملعب “لوسيل” الذي احتضن نهائي مونديال قطر 2022.
الجماهير القطرية والعربية، الحاضرة في ملعب الثمامة، احتفلت بطريقة جنونية في المدرجات، وتفاعلت مع نداء أكرم عفيف وصيحات لاعبي العنابي.
“شيلوها شيله.. الفوز الليلة” بهذا الهتاف بدأت تحتفل الجماهير القطرية في المدرجات بهدف الفوز الذي سجل بالدقائق الأخيرة على إيران (3- 2) ولم تتوقف هذه الاحتفالات حتى بعد صفارة النهاية، وظلت قرابة الساعة، حيث هتفت الجماهير بالمدرجات بأسماء اللاعبين، وتفاعلت مع أغنية “شومي له” أيقونة الانتصار التاريخي باللقب الآسيوي الأول قبل 4 سنوات.
ونهائي السبت المقبل بين قطر والأردن سيكون الثالث العربي الخالص في تاريخ البطولة القارية، بعد نسختي 1996 بين السعودية والإمارات، و2007 بين العراق والسعودية.
فرحة عربية
لم يكن المشجع الأردني محمد أبو حمود يعلم أن انتقاله قبل 3 سنوات إلى العمل، والإقامة في دولة قطر، سيكون سببا في حضوره أفضل نسخ بطولة آسيا تنظيما وجماهيريا، ومشاهدته أبرز إنجاز قاري لكرة القدم الأردنية.
30 يوما كانت كافية لتحقيق حلم أبو حمود وجماهير الكرة الأردنية في رؤية منتخب بلادهم يلتقي بشقيقه القطري في النهائي، لتكون الفرحة عربية باللقب بغض النظر عن المتوج.
أبو حمود: دعمي ومساندتي للعنابي أقل واجب للبلد الذي أعمل وأقيم فيه منذ سنوات (الجزيرة)
ويقول أبو حمود (46 عاما) إنه حضر جميع مباريات منتخب بلاده الأردن، وشجع جميع المنتخبات العربية خلال مبارياتهم في البطولة، وتمنى أن تكون المباراة النهائية عربية خالصة.
وأضاف أنه حضر أكثر من مباراة لمنتخب قطر في البطولة، وأن حرصه على دعمه ومساندته للعنابي هو أقل واجب للبلد الذي يعمل ويقيم فيه هو وأسرته منذ سنوات.
وتابع “لم أكن أحلم بوجود بلادي في النهائي، وحضرت لأدعم قطر في مباراة إيران من أجل التأهل، والحمد الله تحقق حلمي في نهائي عربي وبات حقيقة” على أرض ملعب لوسيل.
دعم قطر
بدوره، يعتبر المشجع السوداني محمد البدري أن فوز قطر على إيران، وتأهلها لملاقاة الأردن في نهائي بطولة كأس آسيا، زاد من أفراح الكرة العربية وجعل النهائي عرسا كرويا عربيا بامتياز.
ويقول البدري الذي حضر بصحبة عائلته، إن قطر بلده الثاني، وأفضالها عليه كثيرة، وإن العرب من حقهم فرحة رؤية منتخبين عربيين في نهائي البطولة الآسيوية، خاصة أنها تقام على أرض عربية.
ويضيف أن فوز قطر والأردن وتأهلهما إلى النهائي الآسيوي أسعد كل العرب، خاصة أن النهائي بين شقيقين، واللقب سيكون عربيا والفرحة عربية أيضا.
وتابع “أعيش في الدوحة منذ 15 عاما، وأولادي ولدوا وتربوا هنا، ولذلك لم أتردد في الحضور ودعم قطر، وسأسعى لحضور النهائي لدعم الكرة والفرحة العربيتين، لأن الجميع سيخرج منتصرا بغض النظر عن نتيجة المباراة”.
استحق الفوز
أما المصري أحمد إسماعيل (27 عاما) الذي عاش عمره كله في قطر، فحضر هو الآخر لمساندة ودعم قطر في فوزها على إيران، معتبرا أن أجمل شيء حدث في بطولة آسيا هو النهائي العربي الخالص بين قطر والأردن.
ويقول إسماعيل إن منتخب قطر استحق الفوز عن جدارة بعكس كل التوقعات، ومساندة الجماهير بالمدرجات، وقدم اللاعبون مستويات فنية عالية، وقاتلوا على كل كرة، وبذلوا قصارى جهدهم، وهو ما ساعدهم على تحقيق الفوز.
ويضيف أنه استمتع كثيرا بحضور المباراة وتشجيع منتخب قطر، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى، إذ حضر الكثير من المباريات لمنتخب قطر ودعمه خلال مباريات كأس العالم أيضا.
بينما يرى الموريتاني سيدي محمد أن حضوره لدعم ومساندة منتخب قطر أمام إيران من الأمور الطبيعية، خاصة أننا “عرب وأخوة، ومن الواجب علينا دعم بعضنا البعض”.
ويقول سيدي محمد إن قطر هي بلده الثاني، وأنه مقيم فيها منذ 6 سنوات، حيث يعتبر نفسه في بلده، وهو ما جعله يتابع جميع مباريات منتخب قطر، ويدعمه.
ويضيف أن فرحة فوز قطر على إيران هي فرحتان، الأولى فرحة فوز وتأهل قطر إلى النهائي، والثانية وجود منتخبين عربيين في المباراة النهائية.
العروبة والأخوة
بينما كانت 7 أشهر فقط من الإقامة في قطر كافية للسوداني صديق صلاح ليشعر أنه في بلده الثاني، ويدعم ويساند منتخب قطر في مباراته مع إيران.
ويقول صديق إن حضوره لمساندة وتشجيع منتخب قطر “دعم للعروبة والأخوة التي تجمعنا منذ القدم، وسعدت بحضور هذه المباراة وعيش أجواء هذه الفرحة مع الجماهير القطرية والعربية من مختلف الجاليات في الدوحة”.
ويشدد على أنه يسعى لحضور المباراة النهائية بين قطر والأردن، خاصة أنه سيكون نهائيا عربيا خالصا، ونتمنى أن يخرج بصورة تليق بالعرب وبكرة القدم العربية الجميلة ويخرج الجميع منه سعيدا بعض النظر عن الفائز والخاسر.
شغف وحب الكرة
احتفالات الجماهيرية القطرية التي ساندت منتخب بلادها لم تكن أقل فرحة من الجماهير العربية، وهو ما فسره المحلل الرياضي محمد المهندي بأن الإنجازات الرياضية القطرية خلال الفترة الأخيرة، سواء بحصد لقب كأس آسيا 2019 أو تنظيم كأس العالم، قوى علاقة الجماهير مع منتخب بلادهم.
ويقول المهندي إن حصد اللقب الآسيوي قبل 4 سنوات زاد من شعبية كرة القدم بين القطريين، كما أن المونديال جعل القطريين أكثر شغفا وحبا لكرة القدم.
ويضيف أن كرة القدم العربية فرضت نفسها بقوية في النسخة الحالية من البطولة الآسيوية، وتأهل قطر والأردن أكبر دليل على ذلك، لافتا إلى أن منتخبات مثل السعودية والعراق وسوريا وفلسطين قدمت مستويات فنية عالية في الأدوار الأولى والإقصائية وخرجت مرفوعة الرأس.