أفاد الكاتب الروسي إيغور سوبوتين بأن غزو إسرائيل جنوب قطاع غزة –رفح– سيصبح فخا لتل أبيب بتعريض علاقات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الولايات المتحدة ومصر للتوتر.
وأشار الكاتب، في تقرير له نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا”، إلى أن مصر هددت بقطع علاقاتها مع إسرائيل في حالة تدفق اللاجئين ودخولهم إلى شبه جزيرة سيناء.
وقال إن مصر تعارض تنفيذ العملية البرية في رفح خوفا من تفاقم الأزمة الإنسانية على طول الحدود. وتخشى القاهرة أن يؤدي الهجوم وخاصة على طول ممر فيلادلفيا – منطقة عازلة ضيقة بين مصر والقطاع الفلسطيني- إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى سيناء.
مصر هددت بقطع العلاقات
وكانت السلطات المصرية قد أبلغت إسرائيل مباشرة بأن تنفيذ مثل هذا السيناريو من شأنه إجبار القيادة المصرية على قطع الاتصالات الثنائية، على الرغم من أنها لعبت تقليديا دور الوسيط في المفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جانب دولة قطر.
وأورد الكاتب أن المعركة من أجل السيطرة على رفح تحتاج إلى قوة. وحسب القادة العسكريين الإسرائيليين، فإن شكل العملية في هذه المنطقة سيتّبع نموذج الحرب في خان يونس.
لذلك من المتوقع أن يزيد تنفيذ مثل هذه الخطط من حدة الكارثة الإنسانية في رفح، حيث يعيش حوالي 1.3 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وقد وصل إلى هناك جزء كبير من الفلسطينيين من المناطق الشمالية.
ونقل التقرير عن صحيفة “بوليتيكو” الأميركية أن هذا الوضع يزيد من عدم ثقة الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفي محادثات خاصة، وصف بايدن نتنياهو بأنه “رجل سيئ”، معربا عن مخاوفه من أن كفاح رئيس الحكومة الإسرائيلية لإنقاذ حياته السياسية سوف يجرّ الولايات المتحدة إلى صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط بعد اتخاذ البنتاغون بالفعل إجراءات استثنائية تمثلت في قصف اليمن.
وأوضح التقرير أن أحد دوافع حملة إسرائيل المتوقعة في جنوب القطاع هي الرغبة في تفكيك شبكة الأنفاق التابعة لـ(حماس)، بعد أن سيطر جيش الاحتلال على جزء كبير من نظام الأنفاق الإستراتيجي في خان يونس، حيث يوجد موقع الرهائن الإسرائيليين والقيادة العليا من المقاومة الفلسطينية.
السنوار لا يزال طليقا
وفي هذه الأثناء، يقول التقرير، إن رئيس حماس في غزة يحيى السنوار لا يزال طليقا، لكنه حسب قيادة الجيش الإسرائيلي معزول عن قنوات الاتصال الكاملة مع كبار قادة (حماس) الآخرين.
وفي ظل هذه الظروف، وعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتوسيع العمليات العسكرية قائلا إن جيشهم يتصرف بشكل حاسم ودقيق، “كما أن العملية البرية تتقدم وتحقق أهدافها بينما تنتشر قوات الجيش الإسرائيلي في معظم أنحاء قطاع غزة. وتم حل 18 كتيبة تابعة لحماس ولم تعد تعمل كوحدات قتالية”.
ونقل الكاتب عن “مركز ستراتفور” التحليلي الأميركي، المقرّب من مجتمع الاستخبارات الأميركي، أن مقاتلي حماس عادوا إلى أجزاء من شمال قطاع غزة، مما أدى إلى غارات جوية وعمليات عسكرية إسرائيلية لقمع أنشطتهم.
ورغم الادعاءات الإسرائيلية بأن ما يصل إلى نصف مقاتلي حماس قُتلوا أو أُصيبوا بجروح أو أُسروا، فإن الحركة تواصل الصمود وتحتفظ بقدرات كبيرة في الأنفاق تحت الأرض للقيام بعملياتها.