أخبار ع النار – همام الفريحات
تحيي الأسرة الأردنية في هذا اليوم ذكرى مؤلمة جداً على قلوبهم، فقد إستيقظ الأردنيون في صباح ذلك اليوم على صدى خبر فاجع حزين وقاسي جداً أصاب الشعب الأردني، وتأتي هذه الذكرى كل عام لكي تحفر في قلوبنا ذكرى رجلٍ عظيمٍ، إنها ذكرى رحيل الملك الحسين بن طلال رحمه الله والذي وافته المنية في تاريخ 7 شباط من العام 1999 . لم يصدق الشعب الأردني وهلة هذا الخبر المؤلم عندما سمع به، وأخذ الكل يتساءل هل فعلاً أن الحسين رحل وانقطعت أنفاسه ولن نعود لرؤيته، أم أنها مجرد شائعات كأي شائعة من شأنها المساس بهيبة الاردن، حتى تم الإعلان عن الخبر رسمياً في التلفزيون الأردني ، وعند الإعلان عن الخبر وقد تحقق صحته بدأت مراسم الحزن.
فالبكاء عم الأردن بجميع محافظاته فبكى الصغير قبل الكبير، الشاب قبل الشيخ، والطفل قبل والده، يتساءلون بحرقة اليتيم: أحقا مات سيد الأردنيين وحبيبهم ووالدهم؟! هل حقّا مات الحسين الحنون؛ الأب والأخ؟! هل مات من عاش في قلوبنا وعقولنا لعشرات السنين؟! نسمعه ونراه في بيوتنا يوميا، نتذكر عباراته عندما قال :إ نني أحب هذا الشعب حباً عظيماً فلولاه لما كنت شيئاً مذكوراً’.
يا أيها الملك العظيم ، يا قامة عزنا وباني حضاراتنا، إنني أقر بحقيقة مرة في هذا اليوم الحزين أننا لم نوفي حقك من الحزن والبكاء والنحيب، فهل كان هذا من باب عدم محبتنا لك؟! لا أظن هذا وأنت من خلد فينا حبك وحنانك وزرعت فينا الحب لتراب الارض الذي حضنك وتعطر برائحتك الزكيه، ولكن اعتقد اننا لهذه الوهله لم ولن نصدق الخبر والصدمه بأنك لن تعود لتجلس بيننا، بل الفاجعه الكبيرة التي حلت بقلوبنا حرمتنا حتى من ان نذرف الدموع اكثر على فراقك، بل تسارعت الاقوال ومراسم الحزن حينها، وأنت الذي لم تنسانا يوما بل كنت معنا بكل فرح وحزن كنت معنا بكل مصائبنا اياً كانت صغيره ام كبيرة، كنت معنا في الصحراء والمزارع الخضراء، فمن منا يوجد عنده مثل هذا المليك ولا بفتخر بوجوده ويرفع رأسه إعجابا به.
فلا تخشى علينا من بعدك يا مولاي لآن شبلك عبدالله يسير على دربك من بعدك يذهلنا في كل يوم بموقف كريم، فها هو يقوم بخدمة شعبه، يسهر على تأمين افضل وسائل الراحه والطمأنينه، يقوم بمشاركتنا ‘لقمة الزاد’ مثلما كنت تفعل، يجلس بينا يستمع الى شكوانا لكي يتوصل الى الحل الامثل لنشعر بالراحه والسعاده، أمد الله في عمره، و ابعد عنه الشر، وأعانه على كل صغيرة وكبيرة.
وفي النهاية اتذكر مقولة سيدي عندما سئل: ترى هل يخشى الحسين الموت أجاب جلالته ‘إنني لا أخشاه إطلاقاً، لأنني رأيته وجهاً لوجه مرات عدة، إنني لا أخشى إلا الله وحده.’.
** هذا هو الحسين…