دعا وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المعارض، الجمعة 2 فبراير/شباط 2024، إلى “سيطرة مصر على غزة وتقاسم إسرائيل والأردن المسؤولية على الضفة الغربية”، زاعماً أن “فكرة حل الدولتين قد ماتت”.
وفي مقابلة مع صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، قال ليبرمان: “في المستقبل، يجب أن تسيطر مصر على غزة، وعلى الأردن أن يتولى مسؤولية المنطقة (أ) وجزء صغير من المنطقة (ب) في الضفة الغربية”.
وبموجب اتفاق أوسلو عام 1993، فإن المنطقة “أ” التي تشمل مدن الضفة الغربية تقع تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة، أما المنطقة “ب” فتخضع للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، في حين أن المنطقة “ج” تتبع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وتشكل 60% من مساحة الضفة.
“فكرة حل الدولتين قد ماتت”
وكان ليبرمان، الذي لا يتولى حالياً أي منصب حكومي وليس شريكاً في أي هيئة مقررة، يشرح للصحيفة رؤيته لحدود إسرائيل دون دولة فلسطينية.
وقال ليبرمان: “نحن نفهم أن فكرة حل الدولتين قد ماتت، إنها غير موجودة”، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى نهج آخر، فمن غير المنطقي القيام بالشيء نفسه لسنوات عديدة وتوقع نتائج مختلفة”.
في سياق متصل، أشار ليبرمان إلى أنه يريد الآن العودة إلى فكرة “الاتحاد الكونفدرالي بين الأردن والفلسطينيين”.
وزاد: “تقع المنطقتان (أ) و(ب) بالضفة الغربية تحت رعاية السلطة الفلسطينية، والمنطقة (ج)، حيث تقع جميع المستوطنات، تخضع للسيطرة العسكرية والمدنية للجيش الإسرائيلي”.
واقترح أن المنطقة “أ” وجزءاً من المنطقة “ب”، “سيكونان تحت السيطرة الأردنية من خلال اتحاد كونفدرالي، في حين ستطبق إسرائيل السيادة (أي تضم) على بقية المنطقة (ب) وكل المنطقة (ج)”.
وصرح: “باعتباري أحد الذين عاشوا لسنوات عديدة في يهودا والسامرة (مستوطن في الضفة الغربية)، يدرك مستوطن مثلي أن الوضع يزداد سوءاً كل يوم مقارنة بما كان عليه عام 1993″، أي قبل اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وادعى أن “(الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن وجماعته فقدوا السيطرة حتى في رام الله، لقد حان الوقت لنقول للفلسطينيين إن الفكرة (حل الدولتين) انتهت. لقد ضيعتم فرصتكم”.
غزة ومصر
يأتي ذلك بينما أعرب ليبرمان عن رأيه قائلاً: “على إسرائيل أن تقطع كل علاقاتها مع غزة”، معتبراً أنه “في نهاية المطاف، يجب على المصريين السيطرة على قطاع غزة بموجب تفويض من الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
وأكمل: “ليس لدينا أي خيار آخر. كل المقترحات الأخرى التي رأيتها ليست واقعية. إنها مهمة مستحيلة”، معترضاً بشكل خاص على أي خطط لاستعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب.
وتابع: “إسرائيل سلمت غزة بالفعل إلى السلطة الفلسطينية عام 2005، ثم شاهدت حماس وهي تطيح بحركة فتح بانقلاب دموي في 2007″، وفق تعبيره.
ورأى أن “الحديث اليوم كأن السلطة الفلسطينية قادرة على السيطرة على حماس أمر غير واقعي”.
الفلسطينيون وسيناء
إضافة إلى ذلك، أعلن ليبرمان دعمه لنقل الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، داعياً “المجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة إلى الاستثمار في بناء مدينة جديدة للفلسطينيين بشبه الجزيرة تلك (سيناء)، الأمر الذي يمكن أن ينشط المنطقة أيضاً”.
وتابع: “يمكن أن يصاحب ذلك إنشاء مناطق صناعية وتصنيعية”.
وأردف: “بغض النظر عمن يسيطر على غزة، فإن جميع البضائع التي تدخل القطاع يجب أن تمر عبر مصر وليس إسرائيل”.
واستطرد: “لا أفهم لماذا نستخدم ميناء أشدود مرة أخرى لبضائع واحتياجات غزة بينما يوجد ميناء العريش في مصر. كل ما يحتاجون إليه، يرجى إحضاره عبر العريش”.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة، خلفت حتى الجمعة “27 ألفاً و131 شهيداً و66 ألفاً و287 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة