“نزحنا من منطقة بيت لاهيا إلى النصر، ومن ثم إلى خان يونس مشيا على الأقدام، حتى انتهى بنا المطاف في المحجر برفح”، هي تفاصيل نكبة فلسطينية وتغريبة جديدة لم تتوقف فصولها منذ العام 1948، يرويها “عبقري فلسطيني”، أو من عرف بأوساط مخيمات النزوح بـ”نيوتن غزة” (نسبة إلى المخترع والمكتشف إسحاق نيوتن).
يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، أدى إلى ارتقاء أكثر من 26 ألفا و900 شهيد، وإصابة 65 ألفا و949 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص)، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.
الطالب الفلسطيني، من مدرسة “جبل المكبر” شمالي غزة، حسام العطار، فجأة ودون سابق إنذار أصبح وعائلته دون مأوى، يقول: “نظرت إلى أبناء أخي التوأمين ووجدت الخوف في عينيهما، حيث وحشة ظلام وعتمة الخيمة، ففكرت أن أدخل السرور إليهما، وأنير لهما المكان”.
“قدحت فكرة الاستفادة من برودة الجو والهواء، الذي يتسلل في أجساد الأطفال لينهكه تعبا ومرضا، إلى تحويله مصدر دفء وحرارة”، وفق “نيوتن فلسطين”، الذي “استطاع رغم شح الإمكانيات، إنشاء مراوح تولد الكهرباء، ولو بالنزر اليسير، عبر توليد الطاقة عن طريق الهواء”.
تقف والدة الطفل صاحب العينين الخضراوين، فخورة بما حققه نجلها، وتقول : إن “موهبته ظهرت منذ الصغر، إذ كان يحب اللعب بكل ما يقع تحت يديه، ويصنع من لا شيء شيئا يستفاد به، كما أن الأهالي يلجأون إليه لإصلاح أدواتهم الكهربائية”.
تتمنى والدة حسام أن تراه مخترعا عظيما، يفيد مجتمعه وقضيته، وتقول: “هذا جيل فلسطيني لن يهزم، فهو يبحث عن الحياة من وسط الظلام والموت”.
يختم الطفل “العطار” ذو (15 عاما) حديثه: ” أنا أحب الحياة، وأعشق تفاصيلها، أتمنى أن أكون مخترعا ومكتشفا، ولكن من المستحيل أن تموت فلسطين في داخلي”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.