عَلى أبواب الثانية والستين .. إنْ كُنتَ قَدَرنا فَليوفقكَ الله وإنْ كُنّا قَدَرك فَليُعنكَ الله علينا …
قَد يكون من أصعب الأمور على الشخص مخاطبة الملوك والتوجه اليهم بالكلام فإنْ هو مدَحهم فسيكون إلى النفاق أقرب عند الكثيرين وإن قالَ فيهم وَلَم يستحسِنَهم ما قال فقد جذبَ الشقاء لنفسهِ والمحيطين بِه ، فإنْ خَذَلتني اللغة وخانتني المصطلحات فإعفِ وإصفح يا جلالة الملك فأنتَ أهل لهذا وذاك .. .
يقفُ بيننا وبينك يا جلالة الملك فئة من الرجال لا هم يوصلوا إليك حقيقة مشاعرنا ولا هم يتركوا لنا حرية الوصول إليكَ !! أغلقوا كثيرًا من الأبواب ما بيننا وبينك ونَصّبوا أنفسهم حُرّاساً ليس خوفًا عليكَ كما يزعمون بل حُبّاً في مصالحهم إلّا مَنْ رَحِم الله منهم ، فكيف يخافونَ على العين من هَدَبها ؟ وكيفَ يخافون على القلب من الدم الذي يُنعشهُ ؟ .
يا جلالة سيدنا – وهذه أقرب وأجمل الكلمات إلى قلوبنا – …
لقد شاءت إرادة الله أن تدخل عامك الثاني والستين والأهل في غزة هاشم حيث يرقد جدك عبدالمطلب وهم يتعرضون لأقسى العذابات وأشرس الإبادات البشرية !! شاءت إرادة الله أن يكون إحتفالنا هذا العام ممزوجًا بالدموع والدماء والدمار ويأبى كثير من المحيطين بك إلّا أن يعكسوا أسوء الصور عن المواقف الأردنية بجهلهم وسوء إدارتهم لهذه ألأزمة التي تكاد أن تأكل الأخضر واليابس فمواقفهم تكاد لا ترضي صديقًا ولا تغيظ عدوًا !! .
هم يختارون أسوأ اللحظات لإتخاذ قراراتهم مما ينعكس عليك مباشرة يا جلالة الملك ومن ثم على المواقف الأردنية والتي أزعم إنها أشرف المواقف في حقيقتها والأقرب إلى الأهل في فلسطين عموما وغزة على وجه التحديد!! فكيف وهم يحيلوا الى الحاكم الاداري طفلًا بزعم إتيانه تصرفاً على عَلَم دولة الاحتلال في حين أنَّ مسؤولي دولة الاحتلال ينادون بشطب الدولة الأردنية وإنكار وجودها صباحًا مساء !! هُم ينزعون ( قارمة) مطعم بحجة عدم الترخيص ونسوا أو تناسوا أنّ نصف المحلات في الأردن غير مرخصة وما إستطاعوا الانتظار شهرين أو ثلاثة إلى حين إنتهاء هذه الأزمة !! هُم يسمعون ويرون ما تكتُب أقلام الاحتلال ولا يستطيعون الرد !! هُم يرون بعض ضعاف النفوس وبضائعهم تتدفق إلى دولة الاحتلال ولا يستطيعون منع هذه الفئة من هولاء الضالين والضرب بيد من حديد على يد هولاء وكأن الأمن الاردني والسِلم المجتمعي بحاجة إلى قوانين !! .
يا جلالة سيدنا …
إنّ القومَ في السر غير القوم في العَلَن وإنّ حبّ الملوك إذا أحبتهم شعوبهم لا يحتاج إلى أبواق وأقلام لإظهاره فهذه عطايا من الله ، هذه أمور قد نكون رضعناها مع حليب الأمهات ، قد تكون دعوة في ظهر الغيب تعادل كُل ما يكتبون … .
يا جلالة سيدنا …
نشكوا إليكَ رجال حالوا بيننا وبينك !! حالوا بين شعب ومليكهم!! حالوا بين العين وهدبها!! فيا جلالة ألملك عامًا سعيدًا لك وللأردن ، وعام إنتصارات للأهل ولنا في فلسطين المحتلة وغزة المذبوحة وأنت إلى الله ولنا أقرب ومحمياً بعيوننا ودعواتنا وكل عام وأنت بألف خير إن شاء الله .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة