قال السفير الهندي في عمان انور حليم، إن الهند والأردن أقاما شراكة ديناميكية ومزدهرة، تصل إلى آفاق جديدة كل عام.
وأضاف بمناسبة اليوم الجمهوري الــ75 للهند، أن بلاده تعتبر الأردن شريكا مهما في المنطقة، ويسعى البلدان من أجل السلام والاستقرار العالميين، ويلتزمان بتعزيز التعددية ومعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واعتبر أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى الأردن وزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للهند خلال مدة 20 يوما، تؤكد قوة وأهمية هذه الشراكة، مشيرا إلى أن الرئيس مودي وجلالة الملك عبدالله الثاني، على اتصال منتظم لتقييم ودعم العلاقات المتنامية، حيث كان آخر لقاء لهما على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي في الأول من كانون الأول الماضي.
وبين أن التجارة الثنائية بين البلدين وصلت في السنة المالية نيسان 2022 – آذار 2023، إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 4.425 مليار دولار أميركي، مقارنة ب 1.695 مليار دولار أميركي في 2018-2019، ما يجعلها واحدة من أعلى معدلات النمو في التجارة الثنائية في المنطقة، كما برزت الهند أيضًا باعتبارها رابع أكبر شريك تجاري للأردن في عام 2023.
وأشار إلى أن الهند أقامت استثمارات كبيرة في الأردن، خاصة في مجالات الفوسفات والمنسوجات، تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.5 مليار دولار، حيث أسفرت الشراكة بين شركة مناجم الفوسفات الأردنية (JPMC) وجمعية المزارعين الهنديين للأسمدة (IFFCO)، عن إنشاء مشروع مشترك بقيمة 860 مليون دولار أميركي لإنتاج حامض الفوسفوريك.
ووقعت شركة الفوسفات وشركة البوتاس العربية أخيرا، مذكرات تفاهم واتفاقيات مع عدد من شركات ومصنعي الأسمدة الهندية بقيمة 2.5 مليار دولار أميركي، كما رحب الأردن باستثمار أكثر من 15 شركة ملابس مملوكة للهنود باستثمارات تراكمية تبلغ حوالي 500 مليون دولار أميركي، تقع في المناطق الصناعية المؤهلة، بالإضافة إلى قيام الشركات الهندية باستكشاف فرص الاستثمار في الأردن في مجالات البنية التحتية والطاقة الخضراء وغيرها.
وعرض للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن المركز الهندي الأردني للتميز في تكنولوجيا المعلومات، يقدم تدريبًا شاملاً في مختلف مجالات تكنولوجيا المعلومات للخبراء والمهنيين الأردنيين، بهدف تعزيز مستوى 3000 شاب أردني على مدى 5 سنوات في تخصصات التكنولوجيا المتقدمة، كما أكملت 3 دفعات من المدربين الرئيسيين من الأردن تدريبهم في الهند في المجالات الناشئة للأمن السيبراني والتعلم الآلي وتطوير الويب، والذين بدورهم سيقومون بتدريب المزيد من الأردنيين في هذه المجالات في المركز الهندي الأردني للتميز في جامعة الحسين التقنية.
وفي مجال التعليم، بين أن المجلس الهندي للعلاقات الثقافية يقدم 5 منح دراسية سنوية للطلاب الأردنيين، كما أن برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي (ITEC)، يمنح 35 موظفا في القطاع الحكومي كل عام منحة دراسية للتدريب الفني في المعاهد الهندية الرائدة لدعم مبادرات بناء القدرات في الأردن، مشيرا إلى النشاطات والمسابقات الثقافية التي تنظمها السفارة في الأردن.
وأشار إلى وجود أكثر من 17 ألف و500 مواطن هندي في الأردن، يعملون في مجال النسيج، العقارات والتصنيع والرعاية الصحية، فضلا عن التعليم وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والمنظمات الدولية.
وأكد أن الأردن والهند شريكان نشيطان في التعاون في مبادرات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى أن الهند مشارك نشط في اجتماعات العقبة التي تهدف لتسهيل الحوار المنتظم والشامل بشأن مكافحة الإرهاب بين الأطراف ذات العلاقة العالميين.
وحول موقف الهند من الوضع في غزة قال، “إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الشؤون الخارجية كانا منذ بداية الحرب على اتصال وثيق مع قادة المنطقة وخارجها، وخصوصاً جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث أكدا ضرورة إيصال رسالة ثابتة بأنه من المهم منع التصعيد، وضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية والعمل على استعادة السلام والاستقرار وأهمية إيجاد حل سلمي للصراع من خلال الحوار والدبلوماسية”.
وأكد أن الهند دعمت دائمًا حل الدولتين، والتفاوض بما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وقابلة للحياة، تعيش داخل حدود آمنة ومعترف بها، جنبًا إلى جنب في سلام مع إسرائيل، مبينا أن الهند ستواصل دعم الشعب الفلسطيني من خلال الشراكة التنموية الثنائية التي تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم وتمكين المرأة وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، وستواصل أيضًا إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني.
وحول الاحتفال بالعيد الـ75 لجمهورية الهند، قال” إننا وبينما نحتفل بتقدم جمهورية الهند، فإننا نتوقع مزيدا من الفرص الواعدة التي تنتظرنا لتعاوننا مع الأردن، ونظل ملتزمين بمشاركة ثمار تقدمنا مع شركائنا”.
وأشار إلى النمو الهائل الذي حققته الهند في جوانب التنمية والاقتصاد والتكنولوجيا والابتكار، والتقدم المستدام، وإطلاق العنان لإمكانات سكانها الشباب وتمكينهم من تشكيل المستقبل.
وقال “في عام 2023، بذلت الهند، في ظل رئاستها لمجموعة العشرين تحت شعار “أرض واحدة، أسرة واحدة، مستقبل واحد”، جهودا كبيرة لتنشيط التعددية، وتضخيم صوت الجنوب العالمي، ومناصرة التنمية الشاملة والمستدامة”.