قتل مسلّحون 9 باكستانيين بهجوم السبت، على منزل في جنوب شرق إيران قرب الحدود مع باكستان، وفق ما أفادت وسيلة إعلام ومسؤولون باكستانيون بعد 10 أيام من تبادل ضربات بين البلدين عبر الحدود في هذه المنطقة المضطربة.
وقالت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء “بحسب شهود، قتل رجال مسلّحون 9 أشخاص غير إيرانيين في منزل قرب مدينة سراوان” في محافظة سيستان-بلوشستان.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، بحسب الوكالة.
وأوضح نائب المحافظ علي رضا مرهماتي لوكالة إرنا الرسمية، أن المهاجمين كانوا ثلاثة وقد فروا بعدما أطلقوا النار، لافتا إلى سقوط ثلاثة جرحى.
وتتبادل إيران وباكستان بانتظام الاتهامات بالسماح لجماعات متمردة بالعمل من أراضي كل منهما لشن هجمات على الدولة الأخرى.
وأعرب السفير الباكستاني لدى إيران محمد مدثر تيبو الذي استقبله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت، عن “صدمته العميقة لقتل تسعة باكستانيين بشكل مروع في سراوان”، وذلك في منشور على منصة “إكس”.
وأضاف: “ندعو إلى تعاون إيران الكامل في هذه القضية”.
ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بالوش بهجوم “فظيع” و”مشين”، مطالبة السلطات الإيرانية بـ”التحقيق في الحادث ومحاسبة الضالعين في هذه الجريمة البغيضة”.
وأضافت أن سفارة باكستان في إيران “ستبذل ما في وسعها لإعادة جثث الضحايا في أقرب وقت”، مؤكدة أن “هجمات جبانة مماثلة لن تردع تصميم باكستان على مكافحة الإرهاب”.
وفي طهران، قدم محمد مدثر تيبو السبت، أوراق اعتماده إلى رئيسي، وفق ما ذكرت الرئاسة الإيرانية على موقعها، في مناسبة وضعت حدا لأزمة دبلوماسية قصيرة بين البلدين.
وقال رئيسي خلال اللقاء إن “الحدود هي فرصة للتبادل الاقتصادي وتحسين أمن الجيران، ومن الضروري حماية هذه الفرصة من أي عنصر لانعدام الأمن”، واصفا البلدين بأنهما “شقيقان” والعلاقات بينهما بأنها “راسخة”.
وفي 16 كانون الثاني، شنت إيران هجوما بصواريخ ومسيرات على أهداف وصفتها بأنها “إرهابية” في باكستان، وردّت باكستان بضرب أهداف لمسلحين داخل الأراضي الإيرانية في 18 كانون الثاني.
وأدى الهجومان إلى مقتل 11 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات.
وتسبب ذلك بتوتر دبلوماسي واستدعت باكستان سفيرها من طهران وأعلنت أن سفير إيران الذي كان يقوم بزيارة لبلده، لن يسمح له بالعودة إلى إسلام أباد.
غير أن الدولتين أعلنتا في 22 كانون الثاني، عودة علاقاتهما الدبلوماسية إلى طبيعتها، على أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى إسلام أباد الأسبوع المقبل.
وأثارت الضربات المتبادلة قلق المجتمع الدولي، بينما تشهد منطقة الشرق الأوسط زيادة في التوترات بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.