إلى “الشرق”، كانت وجهة وفد الأعيان الذي تشرفت بعضويته برئاسة رئيس المجلس دولة فيصل الفايز.
في الواجهة الشرقية للأردن، أسود أشاوس يحفظون “الحدود”، حاملين دماءهم في أكفّهم، غير آبهين بالموت، فالشهادة فداء الوطن وأهله “أنبل” الغايات.
منذ شهور خلت والجيش العربي المصطفوي البطل، يخوض أشرس المعارك وأشدها مع تجار السلاح و”السموم” الذين ما فتئوا يحاولون إغراق بلادنا بالمخدرات، و”تضييع” شبابنا في العالم الأسود، عالم الإدمان والضياع.
تلك ليست بالمعركة العادية ولا العابرة، بل هي مخطط خبيث من أصحاب نفوس “أخبث”، فالأردن الذي صمد في وجه كل العاتيات، والبلد والذي لم تهزه تلك العواصف التي أطاحت بمداميك بلدان كثيرة لا سيما في خضم ما سُمي بالربيع العربي، بات مطمعاً ومحط أنظار كل المتآمرين، فسؤالهم الكبير : كيف نجا هذا البلد وهذا الشعب وهذه القيادة من نيران شرورنا؟!
نعم، نجا الأردن من “خبثهم” لأكثر من سبب، أولها حكمة قيادته، وثانيا ولاء وانتماء الشعب وإيمانه بوطنه وقيادته، وأما السبب الثالث فهو قوة جيشه الذي يقاتل متحصناً بعقيدة الإيمان بالله وبالوطن وبجكمة وقوة ومنعة القيادة.
على الواجهة الشرقية اقتربنا أكثر من جنود الوطن، ولمسنا معنى “البطولة”، وشاهدنا بأم العين ما يتمتع به جيشنا العربي هناك من قوة التجهيز والقدرة على مطاردة تلك العصابات ودحرها.
إلى كل الأردن نقول، لا تقلقوا، فهناك على الحدود أبناؤنا الذين يقدمون التضحيات دفاعاً عن أمن الوطن واستقراره، لكن لا بد من أن نكون واعين دائما إلى كل ما يمكن أن يعكر صفو أمننا وأماننا، وأن نكون دائما سبباً في رفع معنويات جنودنا، وأن نكون جيشهم الرديف بدحر من يتربصون شراً ببلدنا الحبيب، وبقيادتنا التي حبانا الله بحكمتها وبسداد رأيها ورؤيتها، فلا نُرخِ أذناً لإشاعة هدّامة، ولا نُعطِ بالاً لمتآمرٍ ومدّعٍ وخبيث.