قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مساء الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني 2024، إن مدينة القدس المحتلة تشهد، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024″، مؤتمراً وصفته بـ”الضخم” لتشجيع “الاستيطان في قطاع غزة”، بمشاركة وزراء بحزب الليكود الحاكم، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه أمريكا رفضها عزم الاحتلال إقامة منطقة عازلة في القطاع.
وأضافت الصحيفة أن الحديث يدور عن مؤتمر لائتلاف منظمات الاستيطان في قطاع غزة الذي يتزعمه رئيس مجلس “السامرة” الاستيطاني يوسي دغان، وحركة “ناحالا” الاستيطانية.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الذي يحمل عنوان “انتصار إسرائيل”، الأحد في القدس المحتلة، بمشاركة آلاف الإسرائيليين من التيار الديني والقومي المتطرف، بينهم 20 وزيراً في حكومة الاحتلال وأعضاء بالكنيست (البرلمان)، وفق ذات المصدر.
وزراء الاحتلال يحشدون للمؤتمر
كذلك، قالت الصحيفة إن وزير السياحة حاييم كاتس (ليكود) هو أحد الوزراء الذين يدعون الجمهور للتعبير عن دعمهم للمؤتمر الذي سيقدم صورة “لليوم التالي” للحرب في غزة.
كما نقلت عن كاتس قوله: “أتفق مع الكلمات الواضحة والبسيطة لرئيس مجلس السامرة وائتلاف المنظمات الوطنية التي تمثل غالبية الشعب، بأن الاستيطان فقط هو الذي يجلب الأمن”.
وأضاف كاتس أن “الأمر الواضح من الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر، هو أن حماقة اقتلاع المستوطنات من غوش قطيف وشمال السامرة (الضفة الغربية) يجب تصحيحها”.
واعتبر الوزير الإسرائيلي أن “إلغاء قانون فك الارتباط والعودة إلى (مستوطنة) حومش، هو بداية مهمة”، مضيفاً أن “استعادة الأمن ستمر عبر ضربة عسكرية قوية واستئناف الاستيطان في قطاع غزة وشمال السامرة، وستكون أيضاً رسالة قوية لأعدائنا مفادها أننا لن ننكسر أبداً”.
و”غوش قطيف”؛ مستوطنات بقطاع غزة انسحبت منها إسرائيل عام 2005، في عهد رئيس الوزراء السابق آرييل شارون، ضمن خطة أحادية الجانب عُرفت آنذاك بـ”فك الارتباط”، شملت أيضا إخلاء أربع مستوطنات في قضاء جنين شمالي الضفة الغربية، وكانت “حومش” واحدة منها.
من جانبه، دعا وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار (ليكود) لحضور المؤتمر، قائلاً في مقطع فيديو ظهر فيه إلى جانب رئيس مجلس السامرة ورؤساء حركة ناحالا: “سنعقد مؤتمراً مهماً سنشرح فيه جيداً سبب أهمية الاستيطان، ولماذا يعتبر منع قيام دولة فلسطينية أمراً مهماً”.
كما أضاف زوهار: “بعد ما عشناه في 7 أكتوبر، أصبح الجميع يدرك أن طريقنا للانتصار كشعب وكأمة هو من خلال الحفاظ على القيم والمبادئ التي يعبر عنها الاستيطان والحفاظ على الأرض”.
ومضى بقوله: “أنا متأكد أن كل من يأتي إلى المؤتمر ويسمع ما سنقوله هناك، سيفهم جيداً أن معنى أمن البلاد ومستقبل أبنائنا يبدأ أولاً بالاستيطان والحفاظ على أرضنا”، على حد قوله.
وتابع زوهار: “عندما يدرك الإرهابيون أننا سنعمل على استيطان هذه المنطقة (قطاع غزة) رداً على ما يفعلونه، فإن العديد منهم سيستخلصون استنتاجات مختلفة عما كانوا يعتقدون في 7 أكتوبر”.
واشنطن ترفض فكرة الاحتلال
في سياق متصل، قالت الإدارة الأمريكية، الثلاثاء، إنها لا تؤيد فكرة إسرائيل إنشاء “منطقة عازلة” في غزة، وأنه ينبغي الحفاظ على حدود غزة، وذلك على لسان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمره الصحفي اليومي.
كيربي، أكد أن واشنطن لا تؤيد خطة إسرائيل لإنشاء “منطقة عازلة” حول غزة.
وقال: “وجهة نظرنا بشأن هذه القضية لم تتغير، لا نريد أن نرى تقليص أراضي غزة بأي شكل من الأشكال، ولا نؤيد ذلك”.
وذكر كيربي أنهم تحدثوا مع الجانب الإسرائيلي حول هذه القضية سواء في اجتماعات مفتوحة أو مغلقة، وأعربوا عن موقفهم هذا بوضوح في اجتماعات مفتوحة للصحافة.
وأفاد كيربي بأن الولايات المتحدة لا تؤيد أي تغيير للحدود في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت إن الجيش بدأ بهدم مبانٍ في بعض الأماكن لإنشاء “منطقة عازلة” على امتداد حدود غزة.
فيما رفضت دول المنطقة الفكرة، كما أعربت الإدارة الأمريكية أيضاً عن معارضتها لأي خطة محتملة تؤدي لتقليص أراضي غزة.
رفض أممي
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أنها لا تؤيد اقتراح وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بنقل سكان غزة إلى جزيرة صناعية في البحر المتوسط، وذلك في تصريح للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي الثلاثاء.
وذكر دوجاريك أن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا، الإثنين 22 يناير/كانون الثاني 2023، من زيارة مستشفى الشفاء شمال غزة بعد عرقلة الدخول لإسرائيل الذي دام خمسة أيام.
وأضاف دوجاريك أنهم تمكنوا من نقل كمية محدودة للغاية من الوقود إلى مستشفى الشفاء.
كما بيّن أن آلاف الأشخاص لجأوا إلى المستشفى، وأنهم عانوا من نقص المعدات والمياه والغذاء.
المتحدث باسم الأمم المتحدة، أردف أن الصراع الدائر وحواجز الدخول الذي تقيمه إسرائيل يؤثر بشكل خطير على المساعدات المقدمة إلى شمال غزة.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة ضد التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وقال: “نحن لا نؤيد اقتراح الجزيرة الإسرائيلي”.
ورداً على سؤال حول عدم احترام إسرائيل للمقابر في غزة، قال دوجاريك: “الأمر مزعج للغاية، لقد رأيت الصور، ويجب التحقيق فيها”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اقترح الإثنين، في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي دعي إليه، إنشاء جزيرة صناعية في البحر المتوسط لتوطين سكان غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الثلاثاء 25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.