على خلفية الحرب ضدّ الفلسطينيين، تحديدًا في قطاع غزّة، تأكّد أنّ شعبية رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وصلت إلى الحضيض، ففي استطلاعٍ نشرته ليلية أمس الأحد القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ تبينّ أنّه لو جرت الانتخابات اليوم لحصل نتنياهو على 16 مقعدًا، أيْ نصف الأعضاء الذين يُمثّلون حزب (ليكود) برئاسته في الكنيست الحاليّة (32 نائبًا)، كما أنّ الأحزاب المؤيّدة له وصلت إلى 46 مقعدًا، الأمر الذي يمنعه من تشكيل حكومةٍ، وفق نتائج الاستطلاع، ويأتي هذا الاستطلاع على خلفية الأصوات المطالبة بإجراء انتخاباتٍ عامّةٍ في الكيان، الأمر الذي يؤكِّد أنّ إسرائيل فشلت فشلاً مدويًّا في العدوان على غزّة.
كما أنّ الإدارة الأمريكيّة تقوم بإرسال إشاراتٍ واضحةٍ تُعبِّر فيها عن عدم رضاها عن سياسات نتنياهو وإصراره على إرضاء شركائه من اليمين المتطرّف، على تنفيذ مطالبها فيما يتعلّق باليوم التالي.
إلى ذلك، اتهم وزير في مجلس الحرب الإسرائيليّ نتنياهو بأنّه لا يقول الحقيقة فيما يتعلّق بأهداف الجيش الإسرائيليّ في غزة.
جاء ذلك بعد أنْ رفض نتنياهو علانية الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة اتجاه قيام دولة فلسطينية مستقبلية، مصرًّا على أنّ الهجوم الإسرائيلي سوف يستمر “حتى يتحقق النصر”.
وقال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيليّ غادي آيزنكوت، الذي قُتل ابنه في حرب غزة، إنّ الذين يؤيدون فكرة “الهزيمة المطلقة” لحماس لا “يقولون الحقيقة”.
وقال الجنرال المتقاعد أيضًا إنّ نتنياهو يتحمل “المسؤولية بوضوح” عن الفشل في حماية بلاده في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، مطالبًا بإجراء انتخابات جديدة لأنه يرى أنّه “لا توجد ثقة” في القيادة الإسرائيلية الحالية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة أنّ حركة حماس تقوم بـ “إعادة تأهيل جوهري في بعض الكتائب التابعة لها”، في مناطق شمال قطاع غزة التي أعلن جيش الاحتلال إنهاء عملياته العسكرية فيها وانسحب منها، بحسب ادّعاء الصحيفة.
وقالت، نقلاً عن مسؤولين أمنيين كبار في تل أبيب قولهم إنّه: “في الأسابيع الأخيرة، بدأ الجيش بتخفيف قواته الاحتياطية في شمال القطاع، وفي الأيام الأخيرة بدأ أيضًا بتخفيف قوات نظامية ومن بينها لواء غولاني ولواء مدرعات ووحدات خاصة”.
وشدّدّت المصادر على أنّ “الفرقة 162 ما تزال في شمال القطاع لحماية المنطقة، منطقة كبيرة جدًا، شاركت في “الدفاع” عنها عدة كتائب قوية تابعة لحماس، من بينها: الشاطئ، الشجاعية وجباليا، قبل دخول قوات الجيش مع بداية التوغل البري”.
وتابعت الصحيفة: “في الأسابيع الأخيرة، منذ تخفيف الجيش لحجم القوات في منطقة مخيم الشاطئ ومدينة غزة، تعمل حماس على إعادة ترميم كتائبها في محاولة لتعزيز تشكيلاتها القتالية ضد قوات الجيش في شمال القطاع”.
وبحسب الصحيفة فإنّ مسؤولًا كبيرًا في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة طُلب منه مؤخرًا تقديم عرض إلى المستوى السياسي عن موقف الجيش بخصوص حجم الضرر الذي لحق بحماس، والذي زعم أن: “حماس تلقت ضربة قاسية جدًا في ذراعها العسكريّ”، إلّا أنّه استدرك قائلًا: “إخراج القوات الآن وإنهاء القتال سيسمح لحماس بإعادة ترميم الضرر الذي لحق بذراعها العسكري بطريقة تستمرّ في تهديد الجيش الإسرائيليّ ومستوطنات الغلاف”.
ومن الجدير بالذكر أنّه بحسب الإعلام العبريّ، فإنّ الحملة البريّة لا تدفع في اتجاه تحرير الرهائن، بل تحفّز حماس فقط على تشديد شروطها، بالإضافة إلى استنفاذ جيش الاحتلال كل الفرص للوصول إلى المخطوفين.
في هذا السياق نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) مقالاً كُتب فيه “أطلقوا على الخطة التي تُعَد لتحرير الرهائن أيّ اسم تريدونه، المقترح القطري، أو المصري، أو الأمريكيّ، هذه الاقتراحات كلها تشير إلى أنّ الجانب الإسرائيليّ بدأ يتصالح مع النتائج المحدودة للحرب”.
ثانيًا، فشل جيش الاحتلال في الوصول إلى الأنفاق وتدميرها وتأكيده بأنّ المهمة تحتاج لسنوات. في هذا الإطار، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) مقالاً أوردت فيه “قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ كبيرٌ إنّ القتال في غزة حول الأنفاق كان مرهقًا حتى مع وجود معلومات استخباراتية بشأنها. وأضاف أنّ تدمير الأنفاق ليس بالمهمة السهلة، مشددًا على ضرورة التحقق من عدم وجود مخطوفين”.
ثالثًا، إصرار إسرائيل على الانتصار، يجعلها غير مدركة للأزمة الاقتصادية التي تواجهها، بالإضافة إلى تكاليف المعركة البرية. في سياق ذلك، نقلت القناة 12 العبرية التالي: “الأكثر تكلفة لإسرائيل: تكلفة المعارك البرية في قطاع غزة تقدر بنحو مليار شيكل يوميًا، ما بين التسليح والمحروقات للمركبات العسكرية والطائرات، والطعام وغيره”.
رابعًا، انخفاض مستوى التوقعات المتعلقة بتفكيك حماس في قطاع غزة، وفرص تحقيق هذا الهدف آخذة في الابتعاد بمرور كل يوم، وهو هدف غير واقعي وغير قابل للتحقيق. في هذا الإطار، نشرت صحيفة (هآرتس) العبريّة مقالاً أكّدت فيه: “أنّ فرص تحقيق هذا الهدف (القضاء على حماس) آخذة في الابتعاد بمرور كلّ يوم. إذا كانت هذه هي الحال التي ستؤول إليها الأمور أيضًا بعد أشهرٍ طويلةٍ، لا بلْ بعد أعوامٍ، فما الفائدة إذًا من مواصلة القتال داخل خان يونس، وفي تحقيق أهدافٍ تكتيكيّةٍ لن تؤدي إلى تقويض (حماس)، أوْ القضاء على سلطتها؟”.