Servicemen of Ukrainian Military Forces move US made FIM-92 Stinger missiles, a man-portable air-defence system (MANPADS), that operates as an infrared homing surface-to-air missile (SAM), and the other military assistance shipped from Lithuania to Boryspil Airport in Kyiv on February 13, 2022. – Ukrainian leader Volodymyr Zelensky will speak to US President Joe Biden “in the coming hours”, his office said on February 13, 2022, as Western fears grow that Russia is about to invade the ex-Soviet state. The talks come one day after the White House reported there had been no breakthrough during a one-hour phone conversation between Biden and Russian President Vladimir Putin. (Photo by Sergei SUPINSKY / AFP)
بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني وبينما يواصل الجيش الروسي تقدمه الميداني على مستوى بعض الجبهات، دقت كييف جرس الإنذار هذا الأسبوع لداعميها وحلفائها الغربيين حيال معضلة نقص الذخيرة لدى قواتها وتداعياتها الكارثية المحتلمة، مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي ظل قصف وضغوط القوات الروسية التي أسفرت هذا الأسبوع عن السيطرة على بلدة فيسيلوي الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترًا شمال شرق مدينة بخموت، وأمام تعرض البنية التحتية الأوكرانية للقصف شبه اليومي، تواصل سلطات كييف ضغوطها على حلفائها الغربيين من أجل إمداد البلاد بمزيد من الأسلحة والذخيرة والدفاعات الجوية. فبينما أكدت قيادة القوات البرية في الجيش الأوكراني، مساء يوم الخميس المنصرم، أن الوضع الميداني صعبٌ في مقاطعة خاركيف شرق البلاد حيث تتركز جهود القوات الروسية في الأيام الأخيرة من أجل اخترق الدفاع الأوكراني، حذّر وزير دفاع بلاده، رستم عمروف، في تغريدة له على منصة إكس، من مغبة أن «نقص الذخائر يشكل مشكلة حقيقية وملحة للغاية» تواجه القوات المسلحة لبلاه، داعياً حلفاءها إلى الإسراع في تعزيز قدراتها الدفاعية لحماية العالم الحر من الخطر الروسي، على حد قوله.
تعزيز الدعم المدفعي لكييف
تحذير الوزير الأوكراني هذا جاء تزامناً مع إطلاق تحالف «المدفعية من أجل أوكرانيا» في العاصمة الفرنسية باريس، من أجل تعزيز الدعم العسكري لكييف، من خلال تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالقدرات على المدى القصير في هذا القطاع الرئيسي للدفاع عن الأراضي الأوكرانية. وعلى المدى الطويل، يهدف أيضًا إلى بناء المدفعية الأوكرانية المستقبلية من خلال شراكات صناعية طموحة ومبتكرة. ويعد هذا التحالف أحد مكونات مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا المعروفة باسم مجموعة رامشتاين التي تضم أكثر من خمسين دولة في عدة مجموعات فرعية تتنوع مهامها من إزالة الألغام إلى الدفاع الجوي.
وزير الجيوش الفرنسية، سيباستيان ليكورنو، اغتنم فرصة إطلاق بلاده لهذا التحالف، مع الولايات المتحدة، للإعلان أن فرنسا ستسلم أوكرانيا اثني عشر مدفعا إضافيا من طراز قيصر في الأسابيع المقبلة، وبالتالي إظهار استمرار دعم باريس مرة أخرى لكييف، داعياً حلفاء بلاده إلى المساهمة في تأمين ستّين مدفعا آخر من أجل تعزيز قدرات كييف ضد روسيا. تضاف هذه المدافع التي تنتجها شركة «نكستر» الفرنسية الألمانية، إلى تسعة مدافع قيصر دخلت الخدمة في أوكرانيا وستة مدافع من المقرر تسليمها لكييف «في الأسابيع المقبلة» حسب وزارة الجيوش الفرنسية.
قبل ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي، يوم الثلاثاء الماضي، أن باريس ستسلّم كييف عشرات الصواريخ ذات القدرة على توجيه ضربات دقيقة عن بعد من أجل التأثير على الجزء الخلفي من النظام القتالي الروسي، مشيراً إلى أنه سيزور أوكرانيا في شباط/فبراير المقبل للمرة الثانية منذ بدء الحرب قبل نحو عامين. وأوضح ماكرون، في وقت سابق، أيضاً أن بلاده «تعكف على وضع اللمسات النهائية على اتفاق أمني» مع كييف على غرار ذلك الذي أبرم نهاية الأسبوع الماضي بين بريطانيا وأوكرانيا على مدى عشر سنوات.
تعطيل المساعدات الأمريكية-الأوروبية
في خضم ذلك، تواصل المجر، حتى الآن، تمسكها بتعطيل حزمة مساعدات أوروبية لكييف بقيمة خمسين مليار يورو على مدى أربع سنوات، بينما يأمل الزعماء الأوروبيون التوصل إلى إجماع حول هذه المسألة بين الدول السبع والعشرين الأعضاء خلال القمة الأوروبية المقرر انعقادها في بداية شهر شباط/فبراير المقبل. في موازاة ذلك، يسعى الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى الإعلان عن الحزمة الثالثة عشرة من عقوباته ضد روسيا، حسب مصادر دبلوماسية أوروبية، والتي أوضحت أن هذه العقوبات ستطال شخصيات وكيانات روسية. في هذا الصدد، صرح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه «مهتم كثيرا بفكرة فرض مجموعة من العقوبات تستهدف بشكل رئيسي أفرادا وكيانات». وبينما تؤيد دول البلطيق وبولندا بشدة العقوبات التي تستهدف القطاع النووي أو واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، فإن دولاً أوروبية أخرى تبدو مترددة حيال هذه العقوبات. وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد أعلنت في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي الحزمة الثانية عشرة من العقوبات التي حظرت استيراد الماس الروسي، وهو قطاع يمثل إيرادات للاقتصاد الروسي تتراوح بين أربعة وخمسة مليارات دولار.
في واشنطن، يستمر الكونغرس الأمريكي في عرقلة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بقيمة واحد وستين مليار دولار. ويواصل الرئيس الديمقراطي جو بايدن مساعيه لإقناع زعماء الكونغرس بمواصلة هذه المساعدات المُجمّدة حاليا بسبب عدم الاتّفاق بين الجمهوريّين والديمقراطيّين على تمويل إضافي، حيث يطالب الجمهوريّون في مجلس النوّاب بتشديد واضح لسياسته المتعلّقة بالهجرة مقابل إقرار هذه المساعدات.
مناورة بمشاركة 90 عسكريا
في غضون ذلك، وفي خطوة تتزامن مع حلول الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، أعلن حلف شمال الأطلسي، يوم الخميس المنصرم، أنه سيبدأ الأسبوع المقبل أكبر تدريب عسكري له منذ الحرب الباردة بمشاركة تسعين ألف عسكري وعلى مدى أشهر، على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية. وتعتزم بريطانيا وحدها إرسال عشرين ألف جندي إلى هذه التدريبات كما أعلن وزير دفاعها غرانت شابس. وغداة ذلك، حض الرئيس الفرنسي إيمانويل شركات الصناعات الدفاعية على تعزيز الإنتاج والابتكار، في خطابه أمام الجيوش الفرنسية بمناسبة العام الجديد. واعتبر ماكرون أنه «لا يمكن ترك روسيا تعتقد أنها قادرة على الانتصار الذي سيعني نهاية الأمن الأوروبي» وفق الرئيس الفرنسي.
وتزامنت تصريحات ماكرون هذه مع استدعاء الخارجية الروسية، يوم الجمعة، للسفير الفرنسي لدى موسكو وإصدارها شكوى رسمية بشأن ما وصفته بـ«دور فرنسا المتزايد» في النزاع في أوكرانيا، موضحة أنه عرضت عليه أدلة «على هذا التورط». وجاءت هذه الخطوة، بعد بضعة أيام من إعلان الروس أنهم قتلوا «مجموعة من المرتزقة الفرنسيين، يوم الثلاثاء الماضي، في غارة على بلدة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، من دون تقديم ما يثبت ذلك. وفندت الخارجية الفرنسية الرواية الروسية مشددة على أن فرنسا لا تنشر مرتزقة في أوكرانيا.