كتب حمزة محمد خير الصباغ :
عذراً لأني سأخلط العامية بالفصحى
أنت تريد أن تمضي قدماً، أن تتجه للأمام (Move Forward)، وأن تبني مستقبلك، وتطور ذاتك، يعني (تزبط أمورك)، وهذا حق مغروس في الوجدان البشري لكل إنسان متزن وعاقل. ولا يعني هذا بالتأكيد (إنك تزبط أمورك) على حساب الآخرين، دع قدراتك تدفعك للأمام، وابتعد عن كل ما يعيق مسيرة تطورك، دون حسد، وبغض، وحياكة للمؤامرات (بمفهوم الشارع، لا تركب طوابق). كن أنت كما أنت؛ إنسان متصالح مع ذاته، ومتسامح مع الآخرين، إنسان يعرف حدوده ولا يتجاوزها، يعرف ما له وما عليه، (بالعربي خليك أصيل؛ وبالأردني خلك حشم).
وأنت تسير للأمام، (أكيد حطيت لحالك هدف، أو مجموعة أهداف)، وتسعى لتحقيقها، وتناضل وتكافح للوصول إليها؛ (صح؟)، تأكد أنك ستواجه هؤلاء الذين يحاولون أن يثنوك عن مسيرتك التي رسمتها لذاتك. و (هذول الناس) كثر؛ منهم الأقربين، ومنهم الأصدقاء، والزملاء، ومنهم أعداء النجاح. منهم من يحاججك بأنك (مبتقدرش) تنجح لأنك لا تملك قدرات النجاح، ومنهم من يرمي في وجهك كلمة (مستحيل) توصل لهاي المرحلة. ومنهم من يبدي لك النصيحة من منطلق الحرص على مستقبلك بأنك (دخلت دخلة إنت مش قدها)، ومنهم من (يتفصحن) عليك بتنظير لا يستند إلا على كره دفين لنجاحك الذي تسعى إليه.
(هؤلاء) منهم أحياناً الأخ الذي لا يدرك قدراتك وإصرارك، ومنهم الأم أو الشقيقة التي ترى أن مشروع الزواج، والبحث عن (أم كشة) أهم من التفاني الشديد في العمل، ومنهم الأب الذي يقدم النصيحة الصادقة؛ لكن تلك النصيحة التي يعتريها شيء من الخشية على مستقبلك، والتي قد تزرع في داخلك بعض التردد. وهؤلاء معذورين، فأنت بالنسبة لهم فلذة الكبد، وأمل المستقبل.
أما (هذولاك)، من بعض الأصدقاء، أو بعض الزملاء، وربما بعض الأقارب، وأحياناً بعض الغرباء الذين تلتقيهم في مسيرتك، ممن يحمل في داخله مقداراً من (العداوة) لنجاحك، بسبب أو غير سبب. ويبررون أسبابهم بحرصهم عليك، وخوفهم من احتمالية فشلك، (هذول على الأقل عندهم سبب)، وقد نتفهم بعض أسبابهم (طيب واللي ما عندهم سبب)، ومجرد (ماكينات) لتوجيه الانتقادات، (هذول) يصدق فيهم قول المتنبي (ومن يك ذا فم مريض يجد به مراً الماء الزلالا).
هؤلاء ممن يدفعونك للخلف، أسميهم قوى الشد العكسي، ولكل منهم أجندته التي يبرر فيها لنفسه الوقوف في وجه مسيرتك المتجهة للأمام. كن كالسيل الهادر، لا توقفك منحنيات الطريق، أو صخرة اعترضت مجراك، وذكر نفسك بقول المتنبي مرة أخرى (تريدين إدراك المعالي رخيصة، ولا بد دون الشهد من إبر النحل). ولا تقع في فخ ذاتك؛ بأن تكون أنت من قوى الشد العكسي لذاتك، بأنك لا تستطيع، ولا تقدر، والطريق طويل، ومكلف، ومحفوف بالعقبات. إنهض؛ وانثر عن فكرك غبار التردد، واعبر هذا البحر المائج الهائج، فهناك في نهاية الطرق (الساحل والمينا)، وهناك بر الأمان. وأخيراً ودائماً، سلام عليك يا أردن أينما كنت.