على الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن رضاه عن الضربات الأميركية المشتركة التي نفّذت ضد جماعة الحوثي في اليمن، خلال اليومين الماضيين، مشددا على أنها رسالة خاصة إلى إيران، فإن ذلك التحرك لم يمر دون عوائق على ما يبدو.
فقد أشعلت الضربات الأميركية البريطانية المشتركة بعض الفوضى والاستنكار في البنتاغون مع تسرب أنباء الخطة السرية قبيل تنفيذها، وفقا لصحيفة “التليغراف”.
فقد أدى تحرك رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لتجاوز البرلمان والانضمام إلى العمل العسكري إلى تململ في أروقة وزارة الدفاع الأميركية، بعد أن تبين أن رئيس الوزراء البريطاني أعطى الضوء الأخضر أثناء اجتماع خصص لمناقشات الأمن القومي، وكان إلى جانبه كبار الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية في الحكومة، فتسرّب الخبر.
وأضاف مطلعون على الأمر أن البيت الأبيض كان يخطط لضربات على الحوثي منذ أسابيع، حيث اجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، بشكل يومي تقريبا لمناقشة هذا الأمر، وعملية تحالف “حارس الازدهار” الذي شكلته الولايات المتحدة والذي يضم 22 دولة لحماية الشحن في البحر الأحمر.
ولفتوا إلى أن نقطة التوتر بين الحليفين جاءت، مساء الخميس الماضي، مع اقتراب وقت الضربات، حيث أعرب الجيش الأميركي عن إحباطه من نظرائه البريطانيين عقب تسريب أمر العملية، خصوصا أنه عادة لا يتم الإعلان عن مثل هذه الضربات إلا بعد عودة الطائرات إلى قواعدها.
كما انتشر القلق في لندن أيضا، حيث حاولت شخصيات دبلوماسية وسياسية معرفة كيفية تسرب الأخبار، وقيل إن “خيبة الأمل العميقة” كانت المزاج السائد في تلك الليلة.
ومع تسرب أخبار الضربة الوشيكة في المملكة المتحدة، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، تقريرا فيه تحذير أميركي من توقع ضربات في الساعات القادمة. وقالت الصحيفة إنه تم إبلاغها بخطط لضرب محطات الرادار ومستودعات الأسلحة ومواقع إطلاق الطائرات بدون طيار.
رغم ذلك، لم يعرف تماما الحجم الحقيقي للتذمر الأميركي بشأن التسريب، فيما أصرت شخصيات بريطانية رفيعة المستوى على أنه لم يكن لذلك التسريب أي تأثير على توقيت أو أسلوب العمل العسكري نفسه.
ضربات وتهديد بالرد
يشار إلى أن عملية مشتركة أميركية بريطانية كانت نفّذت ضد أهداف لجماعة الحوثيين في صنعاء والحديدة وتعز وذمار وصعدة اليمنية، فجر الجمعة الماضي والسبت، ردا على استهداف السفن في البحر الأحمر.
ويستهدف الحوثيون سفنا تجارية مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ أشهر.
وبينما أعلنت أميركا أن هدف الضربات هو تدمير البنية التحتية للطائرات المسيّرة والصواريخ والرادارات التي استخدمتها جماعة الحوثي بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة لاستهداف سفن تجارية في أحد أهم ممرات الشحن الدولية، شددت الجماعة على نيتها الانتقام فورا.