إن كانَ الإيمان ُ يمانِ وإن كانَ الفقه يمانِ والحكمة يمانية كما قال عليه صلوات الله ورضوانه ، وإن كان أهل اليمن معروفين برقّة القلب من ناحية والشجاعة من ناحية أخرى فإنه يغدوا الأمر سَهل التفسير لما نشهدهُ مِن اليمن وفي اليمن .
تواصل العدوان على اليمن السعيد وجرى التنكيل به بيدِ القريب قبل البعيد ، ولكنه بقيَ عصيًا على الطامعين والغاصبين وسيبقى كذلك إلى أن يشاء الله .
الله الله فيكم يا أهل اليمن فمنكم نستَمد الرجولة والكبرياء .. منكم – وأنتم أصل العرب – تُصاغ كلّ معزوفات التضحية والفداء ، ما عرفنا عنكم يا أهل اليمن إلّا إنكم المنتفضون على كل هزائمنا التي أدّمنّا عليها وتجرعناها صباحًا ومساءًا ، قبل الأكل وبعده .. . وبقيتم أنتم يا أهل اليمن القابضون على العروبة كقبضكم على جمر النار فلا أنتم تركتموه خشية منه ولا خليتموهُ خشية سقوطه على أخوة لكم .. فآثرتم أن تُحرَق بعض الأجزاء من ثوبكم البهيّ على أن تنال النار أخوة لكم .
يا أهل اليمن أنتم لا بواكي لكم منّا وأنتم بواكينا جميعًا.. يا أهل اليمن اذا نادى مُنادينا أين الإخوة والأهل وأين الرفاق والأصدقاء ؟ جاءنا مُجيبكم مُسعِفاً ومُنقِذاً ومُلبيّاً …
حملتم وزرنا وإثمنا وضعفنا وهواننا على الناس وبقيت رؤوسكم مرفوعة وسيوفكم مسلولة وأيديكم ممدودة لأمة أهانتها كُل الأمم وركبتها أصاغر خَلق الله .
الله الله فيكم يا أهل اليمن …
نادت فلسطين وكنتم أول مَن لبّى النداء .. إستغاث الأقصى فسمعتموه من صنعاء وعدن والحديدة ولبيتم النداء وقلتم أرواحنا وأموالنا فداء لك يا مسرى رسول الله .
وها أنتم تتعرضون للعدوان والاستكبار والعربدة الغربية الحاقدة ولا نسمعُ صوتاً لِمن ناصرتموهم من أمة الاعراب .. ولَم تغضبوا ولَم تردوا الصاع صاعين لِمن خذلوكم !!
يا أهل اليمن السعيد عزائكم فينا كبير ومصابكم فينا أكبر ولا تنتظروا ممن هانت عليهم أنفسهم وتجرعوا الذل والهوان مع حليب الأمهات أن يأتونكم بخير .. لا تنتظروا ممن تآمروا عليكم وحرّضوا عليكم وخذلوكم وَلَم يراعوا فيكم إلّاً ولا ذمة أن يسعفوكم ولو بشربة ماء أو كلمة تُضمد جرحاً أصابكم به الحاقدون الغاصبون الآثمون .
ستبقون يا أهل اليمن أنتم الأحياء .. ستبقون يا أهل اليمن راية العروبة .. أمّا غيركم فسيذهبون الى مزبلة التأريخ فهي جديرة بهم … نَصركم الله وسدد رميكم .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية/ مجلس محافظة العاصمة