أحلام الغزيين 2026.. خيمة جديدة ولعب الكرة والدراسة ومعايشة لحظات سعادة

اخبار ع النار-تشابهت كثيرا أمنيات سكان قطاع غزة التي تمنوا تحقيقها في العام الجديد 2026، فجميعها ارتبطت بظروف الحرب المريرة، التي خلفت جروحا غائرة، وكان من بين أمنيات وأحلام الغزيين الذين يستعدون لدخول عام ثالث في ظل ظروف سيئة، الحصول على خيمة جديدة أو غرفة من الطين، أو اللعب ومعايشة لحظات من السعادة.

عام محمل بالهموم
وفي القطاع الساحلي الضيق، وبسبب ظروف الحرب وتبعاتها، بات أكثر من مليوني مواطن يعيشون في أقل من نصف المساحة الإجمالية للقطاع، التي كانت تقدر بـ 365 كيلومترا مربعا قبل السابع من أكتوبر 2023، نحو نصفهم فقدوا منازلهم ويقيمون في مراكز الإيواء ومعسكرات النزوح القسري، التي تفتقر كباقي مناطق قطاع غزة لكل مقومات الحياة.
وبسبب ظروف الحرب، التي خلفت دمارا كبيرا طال 80% من مباني غزة سواء كليا أو جزئيا، ونسبة مماثلة طالت البنى التحتية من خطوط مياه وصرف صحي، وبسبب توقف تزويد السكان بالطاقة الكهربائية منذ اليوم الأول للحرب، وما رافقها من تقنين كميات الوقود المخصص لتشغيل العربات والمراكز الحيوية، عادت حياة السكان في القطاع إلى أكثر من 70 عاما إلى الوراء، لتشابه تلك الحياة التي عاشها الأجداد عند وقوع نكبة العام 1948، حين طردت العصابات الصهيونية بالقوة الفلسطينيين من أغلب مناطق سكنهم، وحشرتهم وقتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أحمد ناصر وهو نازح من شمال قطاع غزة، ويقيم حاليا في وسط مدينة غزة برفقة أسرته، وقد تعرضت خيمة نزوحهم لأضرار كبيرة في المنخفض الجوي، قال وهو يحاول إصلاح هذه الخيمة، خشية من أمطار قادمة تحملها غيوم السماء، إن أمنيته في العام الجديد بسيطة جدا، تتمثل في “خيمة نزوح جديدة”، وقال إنه طرق خلال الأسبوعين الماضيين أبواب مؤسسات إغاثية كثيرة في المدينة، لكنه لم يتلق أي جواب قطعي بتوفير هذه الخيمة، لتكون بديلا عن خيمته الحالية التي أذابت سنوات الحرب المريرة أجزاء كبيرة منها، فيما مزقتها رياح المنخفض العميق الذي ضرب غزة قبل يومين، وقال بعد حديثه عن تمزق الخيمة قبل يومين “ما في أي خيار أمامي سوى إصلاح الخيمة”، وأضاف “إما الإقامة في الخيمة أو في العراء”.
ولا تتوفر الخيام الجديدة في غزة لدى المؤسسات الاغاثية بالكميات التي تكفي حاجة السكان، وكان المكتب الإعلامي الحكومي أكد حاجة القطاع إلى 300 ألف خيمة، فيما لم تسمح سلطات الاحتلال سوى بدخول نحو 20 ألف خيمة في الفترة الماضية، ضمن خطة الحصار التي تضع بموجبها قيودا مشددا على المساعدات التي يسمح بدخولها للسكان.

اللعب والسعادة
في منطقة النزوح في المنطقة التي كانت سابقا سوقا شعبيا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قالت امرأة أربعينية تكنى بـ “أم عمر”، وتنزح مع أسرتها منذ عام في هذا المكان، حيث ذاقت ويلات الحرب وفقدان الأهل، إن ظروف الشتاء البارد والصيف الحار، تجعها تأمل في ظل عدم وجود أفق لعملية الإعمار الواسعة بغرفة سكنية من الطين، وقد تحدثت هذه السيدة عن منزلها الواسع المسقوف بالأسمنت، والذي دمر في إحدى الغارات الإسرائيلية، التي جرفت ذكريات أوقات سعيدة كانت تعيشها أسرتها، قبل أن يحل الخراب والدمار، وأضافت هذه السيدة وهي خريجة إحدى الجامعات الغزية “طوال فترة الحرب حاولت التماسك خاصة أمام أولادي لأظهر قوية”، وتضيف “الكل يأمل أن يعيش لحظات السعادة في العام القادم، بعد أن حرمنا منها على مدار عامين سابقين”.
أما الفتى محمود صالح، الذي كان يأمل قبل الحرب المسعورة، أن يصبح لاعب كرة قدم، فقد عبر عن أمنيته في العودة إلى ممارسة هذه اللعبة من جديد، واستذكر محمود الذي يبلغ حاليا من العمر (16 عاما)، حيث كان يحرص مرتين في الأسبوع على حضور التمارين الرياضية كلاعب ناشئ في ناد محلي في مخيم النصيرات، وكيف توقف ذلك مع أول يوم للحرب، ومنذ ذلك اليوم حين كان في عمر الـ (14 عاما)، لم تلمس قدامه أرض الملعب ولم تداعب الكرة، وكغيره من أطفال غزة، اهتم في مساعدة أسرته في تعبئة المياه وإيقاد النار لتحضير الطعام، وفي جلب مستلزمات الأسرة، وقد حرم حتى فترة التهدئة من العودة للملعب، الذي تضرر بشكل بليغ من غارة إسرائيلية ضربته في العام الماضي.
ولم يعد متاحا أمام أطفال وفتيان غزة سوى اللعب في الشوارع وقتما سمحت لهم الفرصة، وبالعادة يكون اللعب مقتصرا على ألعاب جماعية، وقتما ينهون أعمال مساعدة أسرهم في الأمور المنزلية، خاصة تعبئة المياه من الأماكن المخصصة لها، وهو أمر تلجأ إليه معظم الأسر الغزية بسبب تضرر شبكات المياه بفعل الغارات الإسرائيلية.

عودة الحياة
في السياق تأمل الطالبة الجامعية علا الطويل، بأن تعود إلى حياتها الطبيعية التي كانت عليها قبل الحرب، فعلى مدار عامين لم تطأ قدماها الحرم الجامعي، بعد أن استبدلت الدراسة الكترونيا، ضمن طرق تعليمية بديلة، تقول هذه الطالبة إنها لا تعطيها كامل المعلومات التي تحتاجها، كونها تدرس في كلية علمية، وتحدثت عن اشتياقها لتلك الحياة ولصديقاتها وبعضهن خطفتهم صواريخ الحرب المدمرة، عندما دمرت منازلهم في غارات إسرائيلية عنيفة.
إبراهيم البريم أحد سكان المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أحد نازحي الحرب ويقيم في منطقة تقع غرب المدينة، يأمل في أن يرى أرضه الزراعية التي عمل سنوات طويلة في فلاحتها حتى كبرت أشجارها أمام عينيه، ورغم تجريف تلك الأرض المزروعة بالزيتون، إلا أن اشتياقه لأرضه هي أمنيته التي يريد أن تتحقق في العام 2026، بعد أن أبدى تخوفه من مخطط مصادرتها لوقوعها ضمن ما يعرف بمناطق “الخط الأصفر” التي تلتهم أكثر من 53% من مساحة قطاع غزة.
وتتواجد أغلب الأراضي الزراعية في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية حاليا.
وقد عبر مواطنون آخرون عن حلمهم بزوال “كابوس الحرب” بكل أشكاله، سواء القصف أو القتل اليومي والحصار، وهي أمور لا تزال تحاصرهم وتنغص حياتهم، التي تفتقر لأبسط المقومات الأساسية.

Read Previous

مع نهاية مهلة سلاح حزب الله.. تصعيد محتمل يخيم على لبنان

Read Next

السعودية تعلن تصنيع مادة نانوية لإصلاح الغضاريف في الفضاء

Most Popular