اخبار ع النار-أفادت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن مصادر استخباراتية غربية، أن تركيا بدأت في الأسابيع الأخيرة باتخاذ خطوات لنشر منظومات رادار متطورة داخل الأراضي السورية.
وأوضحت قناة “آي 24 نيوز” العبرية أن هذه التحركات تهدف بشكل أساسي إلى الحد من حرية تحرك سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي في المجال الجوي السوري، مما قد ينعكس سلبا على القدرة العملياتية لتل أبيب في تنفيذ مهام عسكرية في ساحات أخرى، بما في ذلك العراق وإيران.
تقليص مساحة المناورة الجوية
وبحسب المصادر الاستخباراتية، فإن نشر الرادارات التركية سيتيح لأنقرة رصد تحركات طائرات الاحتلال الإسرائيلي بدقة عالية فوق الأراضي السورية، حتى تلك التي تعبر الأجواء في طريقها إلى أهداف بعيدة المدى.
ويشكل هذا التطور قيدا جديدا وخطيرا على “حرية العمل” التي تمتعت بها القوات الجوية “الإسرائيلية” طيلة السنوات الماضية، حيث يخشى من تسريب معلومات هذه التحركات أو استخدامها لإحباط العمليات الخاطفة.
خلفية الاصطدام ومخاوف الاحتلال
وأشار التقرير إلى أن هذا التوتر ليس جديدا؛ إذ سبق لتل أبيب قبل نحو عام أن شنت سلسلة من الهجمات على قواعد عسكرية في سوريا، بعد ظهور مؤشرات على سعي تركيا لإقامة قواعد دائمة ونشر طائرات بدون طيار.
وترى تل أبيب في التواجد العسكري التركي المتزايد تهديدا لمصالحها الأمنية، خاصة مع تزايد الأنباء عن احتمال قيام أنقرة بنشر طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” في قواعد داخل سوريا في المستقبل المنظور.
تعزيز التمركز التركي في سوريا
ومن جهتها، نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر مطلعة أن الحكومة في أنقرة تدرس بجدية بناء قاعدتين عسكريتين جديدتين على الأراضي السورية لتعزيز نفوذها وحماية مصالحها القومية.
ويأتي هذا التوجه التركي ليزيد من تعقيد المشهد الميداني في سوريا، مما يجعل التنافس الإقليمي بين أنقرة وتل أبيب ينتقل إلى مرحلة جديدة من كسر العظم فوق الأجواء السورية، وهو ما قد يؤدي إلى احتكاكات جوية غير محسوبة النتائج.
