اجتماعات العقبة منصة دولية لحشد الجهود ضد التطرف وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات

اخبار ع النار-يواصل الأردن ترسيخ دوره المحوري في تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي من خلال مبادرة “اجتماعات العقبة”، التي باتت منصة دولية رائدة لحشد الجهود ضد التطرف وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.
وتشكل الجولة الأخيرة من المبادرة، التي ترأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الألباني إيدي راما في موقع عمّاد السيد المسيح، ، محطة جديدة تؤكد أهمية هذا المسار وفاعليته و الدور الحيوي للحوار البنّاء بين الأديان، باعتباره ركيزة لتعزيز الاستقرار والتفاهم بين المجتمعات، خصوصاً في مناطق تتقاطع فيها الهويات الدينية والثقافية بشكل حساس.
وتبرز أهمية اجتماعات العقبة في قدرتها على جمع قيادات دينية وأمنية ومجتمعية من دول متعددة في منصة واحدة، ما يسهم في بناء شبكة تعاون عابرة للحدود تعالج أسباب النزاعات والتوترات، وتدعم جهود مكافحة التطرف. كما توفر الاجتماعات بيئة آمنة لتبادل الخبرات وبناء شراكات عملية تُترجم إلى مبادرات على الأرض.
وقال السفير الروماني في عمان جورج مايور، إن مسار العقبة يوفّر إطارا دوليا رئيسيا للحوار والتعاون بين الأديان في معالجة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأضاف أن المناقشات الواسعة والمثمرة في الاجتماع الأخير تبرز أهمية هذا الحوار، والدور الجوهري الذي يضلع به مسار العقبة في تسهيله، مشيرا إلى أن رومانيا تعد شريكا فاعلا في هذا المسار.
وقال “نحن ممتنون لجلالة الملك عبدالله الثاني على جهوده الدبلوماسية الدؤوبة في السعي لتحقيق السلام والاستقرار”، مشيرا إلى أن الأردن ورومانيا احتفلا هذا العام بمرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وأكد أن من الأمور العديدة التي توحد الأردن ورومانيا هو التزامهما المشترك بالدبلوماسية والتعاون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية، مبينا أن “مسار العقبة مثال جيّد على هذا الالتزام”. المشترك”.
وقال الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطيّة، المهندس مروان الفاعوري، إن الجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني في ترسيخ قيم الحوار بين الأديان وتعزيز الأمن والسلام، تشكل نموذجا رائدا على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف، أن الجولة الجديدة من “اجتماعات العقبة”، التي عُقدت في موقع عمّاد السيد المسيح عليه السلام، وبمشاركة قيادات دينية من دول البلقان والشرق الأوسط وأوروبا، تأتي تأكيداً على الدور المحوري للأردن في تعزيز قيم التفاهم والعيش المشترك.
وأشار إلى أن انعقاد الاجتماعات في هذا الموقع الديني العريق يبرز رسالة الأردن الثابتة بأن القيم الروحية المشتركة تشكل أساسا لبناء عالم أكثر عدلا وتضامنا، وأن الحوار بين أتباع الديانات يمثّل الطريق الأمثل لمواجهة التطرف والكراهية وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل.
وأكد الفاعوري أن القيادة الهاشمية كانت وما تزال في مقدمة الداعمين للمبادرات الدولية الرامية إلى ترسيخ التعاون والتفاهم بين الشعوب، مشيرا إلى انسجام ذلك مع رسالة المنتدى العالمي للوسطيّة الهادفة إلى تعزيز الاعتدال والوسطية وترسيخ منظومة قيم قائمة على العقلانية والانفتاح.
وثمّن مخرجات الاجتماع التي شددت على أن التجربة المشتركة لمجتمعات البلقان يمكن أن تقدم نموذجا يحتذى في المنطقة والعالم، داعيا إلى ترجمة التوصيات إلى برامج عمل مستدامة تُعنى بحماية السلم المجتمعي وتحقيق تعاون فاعل بين الأديان والثقافات، إضافة إلى تحصين الشباب وبناء جسور تواصل حضاري.
وأعرب الفاعوري عن تقدير المنتدى العالمي للوسطيّة لهذه المبادرة الدولية، مؤكدا استعداد المنتدى للتعاون والشراكة في كل ما يصبّ في خدمة قيم الوسطية، وتعزيز ثقافة العيش المشترك وإرساء مستقبل قائم على المحبة والسلام.
وقال أستاذ القانون في جامعة الحسين بن طلال، الدكتور فيصل شقيرات، إن اللقاء الذي يجمع جلالة الملك عبدالله الثاني بضيوف الأردن في إطار الاجتماعات، وفي مقدمتهم رئيس وزراء ألبانيا، يأتي امتدادا للدور الأردني الذي يقوده جلالته في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن العالميين.
وأضاف شقيرات، أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، يشكل نموذجا في الأمن والاستقرار، مؤكداً أهمية نقل التجربة الأردنية في هذا المجال إلى العالم، لا سيما في ظل موقع المملكة في منطقة يعصف بها العديد من الصراعات، ما يستدعي نهجا سياسيا متوازناً ينسجم مع خصوصية هذا الموقع ويضمن رعاية حقوق المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وأشار إلى أن مبادرات جلالة الملك وما تضمنته من مبادئ قائمة على العدالة وتعزيز الأمن والسلم والحوار بين الأديان، رسّخ مكانة الأردن كأنموذج في المنطقة، وأسهم في إبراز دوره في دعم الجهود الدولية المتواصلة لإرساء السلام في عالم تتعدد فيه بؤر التوتر والصراعات.
وبيّن شقيرات أن الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تعكس الدور الأردني المشرف والقائم على الحياد الإيجابي والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، انسجاماً مع المبادئ الدولية الداعمة لمنظومة الأمن والاستقرار ونبذ العنف والكراهية ومحاربة الإرهاب والتطرف.
يشار إلى أنه منذ انطلاق مبادرة اجتماعات العقبة بتوجيه من جلالة الملك، قبل عشرة أعوام بتوجيه من جلالة الملك، شهدت الاجتماعات توسعاً ملحوظاً، إذ عقدت جولاتها في عدد من الدول والمنظمات الدولية، من بينها إسبانيا، وألبانيا، وإندونيسيا، وإيطاليا، والبرازيل، وبلغاريا، ورواندا، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، والنرويج، ونيجيريا، وهولندا، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأمم المتحدة بالشراكة مع الأردن.
وتجسد المبادرة رؤية أردنية راسخة تقوم على تعزيز نهج الأمن التشاركي، وتسخير الحوار بين الأديان والثقافات كأدوات فاعلة لمواجهة التطرف، بما يرسّخ مكانة المملكة كقوة دافعة للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.

Read Previous

جلبة تحت القبة خلال كلمة العرموطي والقاضي يتدخل

Read Next

الزراعة : 451 ألف زائر لمهرجان الزيتون ومعرض المنتجات الريفية

Most Popular