
اخبار ع النار-في ظل تصاعد الهواجس الأمنية وتآكل الثقة بالنيات الاحتلالية، كشفت مصادر مطلعة عن دخول حركة “حماس” في حالة استنفار قصوى خارج الأراضي الفلسطينية، تحسبا لموجة اغتيالات جديدة قد تطال رؤوسا كبيرة، وذلك رغم الرسائل الدبلوماسية المطمئنة التي حملها وسطاء دوليون، ومنهم الولايات المتحدة، لعدم تكرار سيناريوهات التصفية السابقة.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دوائر ضيقة داخل الحركة أن قيادتها عممت مؤخرا “وثيقة تعليمات صارمة” -صاغها خبراء أمن- تهدف إلى تشديد الحماية الشخصية وتقليص الفجوات الاستخبارية.
وتفرض البروتوكولات الجديدة نمطا من “الاختفاء الوظيفي”، يشمل إلغاء الاجتماعات الدورية الثابتة، والاستعاضة عنها بلقاءات في مواقع متغيرة باستمرار، لتشتيت أية عمليات رصد محتملة.
“حرمان تكنولوجي” وقطيعة مع الأجهزة الذكية
ولم تتوقف المحاذير عند التمويه المكاني، بل شملت “حرمانا تكنولوجيا” شاملا في قاعات الاجتماع؛ إذ حظرت الوثيقة إدخال الهواتف النقالة والساعات الذكية والأجهزة الطبية الإلكترونية، مشددة على ضرورة عزلها بمسافة لا تقل عن 70 مترا عن دائرة الحديث.
وأنبهت التعليمات الداخلية إلى خطورة الأجهزة المنزلية المتصلة بالإنترنت وموجات الـ Wi-Fi، كالمكيفات وشاشات التلفاز وأجهزة “الراوتر” وحتى أنظمة “الإنتركوم”، باعتبارها ثغرات قاتلة قد تستغلها التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة للتنصت أو التتبع الحراري وتحديد أعداد المجتمعين. وتضمنت التوجيهات ضرورة إجراء مسح دوري لأماكن اللقاءات، خشية وجود كاميرات أو أجهزة تجسس دقيقة قد يزرعها «عملاء بشريون» تحت غطاء عمال صيانة أو نظافة.
مخاوف من “ساحات غير عربية”.. واعتذار نتنياهو
ويأتي هذا القلق المتزايد -بحسب المصادر- مدفوعا بقناعة راسخة لدى الحركة بأن تل أبيب تخطط لعرقلة المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة ومسار وقف إطلاق النار عبر “ضربات جراحية” في الخارج، قد تقع هذه المرة في “دولة غير عربية” لم تسمها المصادر.
واستحضرت القيادات في تقييمها للموقف عملية اغتيال القيادي في “حزب الله” هيثم طباطبائي، ومحاولة سابقة استهدفت المجلس القيادي للحركة في الدوحة خلال سبتمبر الماضي، وهي العملية التي قيل إن بنيامين نتنياهو قدم اعتذارا بشأنها للجانب القطري تحت ضغوط أمريكية قادها الرئيس دونالد ترامب، لإنقاذ مسار التفاوض.
ميدانيا: نجاة “صيد ثمين” في رفح
وبالتوازي مع الحرب الأمنية في الخارج، لا تزال أجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي تطارد قادة الظل في الداخل؛ حيث أكدت مصادر ميدانية فشل محاولة اغتيال استهدفت قائد جهاز الاستخبارات في “لواء رفح” التابع لكتائب القسام، يوم الأربعاء.
وذكرت المعلومات أن الغارة الجوية قصفت خيمة لعائلة القيادي في منطقة “مواصي خان يونس”، إلا أنه نجا من الاستهداف.
وتأتي هذه المحاولة لتفند رواية الاحتلال الإسرائيلي حول “تفكيك لواء رفح”، خاصة مع استمرار الاشتباكات الضارية وإعلان الفصائل عن إيقاع إصابات في صفوف جنود الاحتلال الخارجين من الأنفاق، ما يؤكد بقاء الهيكل التنظيمي والعسكري للواء فعالا رغم الحصار.