
اخبار ع النار-شهدت منصات التواصل السورية -خلال اليومين الماضيين- انتشار مقطع فيديو يظهر رجل الدين الدرزي الشيخ رائد حكمت المتني يتعرض لحلق لحيته وشاربه على يد عناصر قيل إنهم تابعون لمليشيا “الحرس الوطني” الموالية لـحكمت الهجري أحد شيوخ الطائفة الدرزية في السويداء جنوبي البلاد.
وفي تطور مأساوي، نشرت صفحة “السويداء 24″ على مواقع التواصل خبرا أفادت فيه بأن شهود عيان أكدوا أن سيارة تابعة لـ”الحرس الوطني” ألقت، بعد منتصف ليل الاثنين 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، جثة أمام بوابة المشفى الوطني بمدينة السويداء. وتبين أن الجثة تعود للشيخ المتني الذي اعتقل قبلها بيومين في مدينة السويداء على يد عناصر نفس المليشيا.
ووفق المصدر ذاته، كانت الجثة تحمل آثار تعذيب شديدة في مختلف أنحاء الجسم، إضافة إلى حلق كامل لحيته وشاربه.
كما أُلقيت جثة ثانية أمام المشفى الوطني في السويداء تعود للشيخ ماهر فلحوط الذي اعتقل مع المتني في اليوم نفسه.
وقد انتشر مقطع مصور على منصات التواصل يظهر آثار التعذيب على جثمان المتني قبل تسليمه لذويه، مما أثار حالة واسعة من الغضب والجدل على منصات التواصل حول الجريمة المرتكبة بحق المتني وفلحوط.
وفي تصريح لقناة الإخبارية السورية، قال الشيخ الدرزي ليث البلعوس إن “الطريقة التي قتل بها الشيخ رائد المتني بشعة ودخيلة على مجتمعنا”.
وأضاف البلعوس، وهو أحد أعيان السويداء المعارضين لسياسات الهجري، أنه توجد مخاوف حقيقية على حياة المعتقلين الحاليين لدى مليشيا “الحرس الوطني” في السويداء، مؤكدا أن الأخيرة بقيادة الهجري سلكت طريق اللاعودة، وأعمالها أصبحت مدانة من أبناء المحافظة.
أما على المنصات، فقد اعتبر مغردون أن هذه الجريمة تهدف لكسر شوكة المعارضين للهجري، مشيرين إلى أن أسلوب التعامل يعكس نهج الهيمنة بالقوة الذي مارسه سابقا “شبيحة” بشار الأسد.
وأكد ناشطون أن “القاتل واضح للجميع وهو الهجري وعصاباته التي تقتل حتى أبناء الطائفة الدرزية بأسلوب إرهابي”. وأضافوا أن الصمت عن هذه الجرائم يغذّي وحشية الجناة، وأن اغتيال المتني تحت التعذيب ليس مجرد جريمة بل “هو استعراض دموي للقوة من قبل شبكات إجرامية منظمة”.
وحذر بعض المدونين من أن ما يقوم به الهجري وحلفاؤه يستهدف جر الدولة السورية إلى التدخل لإنهاء تلك الأفعال والانتهاكات وحماية السكان، معتبرين أن هذه النزعات الانفصالية وإعادة إنتاج مظلومية جديدة تهدد السلم الأهلي.
كما دعوا الدولة إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم، ومنع استخدام الطائفة الدرزية كورقة سياسية في الصراع.
وفي المقابل، كان لبعض المؤيدين للهجري رواية أخرى حيث قال أحدهم “لتدركوا يا أهلنا في السويداء خطورة ما كنَّا مُقدمين عليه. يكفيكم أن تعرفوا أن ساعات قليلة فقط فصلت بين بدء الانقلاب في السويداء (المُعَدّ له ليتحوَّل إلى اقتتال درزي درزي يُشرعن تدخُّل حكومة الشرع تحت بند فض النزاع) وبين تحرك من الحرس الوطني كالبرق لاعتقال المتآمرين”.
ومنذ أشهر تسود حالة من التوتر في السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين من البدو، وقد تدخلت القوات الحكومية لفض الاشتباك، قبل أن تتدخل إسرائيل بقصف عناصر تابعة للحكومة ومقر وزارة الدفاع في قلب دمشق بحجة حماية الدروز. بعدها تم إبرام عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار تضمنت انسحاب القوات الحكومية، وبعدها سيطرت مليشيات تابعة للهجري على المدينة وقرى في محيطها.