هل سنرى تطبيقا لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في لواء الكورة؟

هل سنرى تطبيقا لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني في لواء الكورة؟

بين الخطة الموحدة للمسار الاستثماري والفرص التي تنتظر من يلتقطها.

حديث جلالة الملك عبد الله الثاني الأخير حول ضرورة وجود خطة موحدة للمسار الاستثماري فتح بابًا مهمًا للنقاش في كل المحافظات والألوية، ومنها لواء الكورة الذي يمتلك إمكانات كبيرة لكنها غير مستغلة بالشكل الكافي.
والسؤال اليوم هل سنرى فعلاً تطبيقًا عمليًا لهذه الرؤية في الكورة؟ وهل البيئة الحالية مهيأة لاستقبال هذا التحول؟

من يعرف الكورة يدرك أن اللواء غني بموارده الطبيعية، وبتنوّع قطاعاته، سواء الزراعية أو الحرفية أو السياحية.
لكن رغم هذا التنوع، بقي الاستثمار فيه محدودًا ومترددًا.
فمعظم المشاريع قامت بجهود فردية أو بتمويل متواضع، ولم تُبنَ على رؤية متكاملة أو طريق واضحة.

رؤية جلالة الملك جاءت لتقول بشكل واضح إن مرحلة “العشوائية” أو “تعدد المسارات” يجب أن تنتهي، وإن الاستثمار يجب أن يُدار من مرجعية واحدة، بخطة واحدة، وبمسارات عملية لا تُرهق المستثمر ولا تعطيه انطباعًا أن المشروع مغامرة غير محسوبة.

عند الحديث عن الفرص الاستثماريه الحقيقية، فان الكورة ليست مكانًا عابرًا. بل هي منطقة تمتلك مقومات يمكن أن تتحول إلى مشاريع ناجحة لو أُديرت بشكل منهجي. من أبرز هذه الفرص تكمن في القطاع الزراعي،
فالكورة من أغنى المناطق الزراعية في الشمال، وتصلح لمشاريع زراعية حديثة، سواء زراعة مستدامة، صناعات غذائية، أو مشاريع التصدير.

اما عند الحديث عن القطاع السياحي والطبيعي
فان مناطق مثل وادي الريان، غابات برقش، العيون والمواقع الطبيعية… كلها قابلة لأن تتحول إلى وجهات سياحية بيئية لو خُطط لها بشكل احترافي.

وللحرف والصناعات الصغيرة متسع من الحديث ،فهناك طاقات شبابية قادرة على العمل في الصناعات المنزلية والحرفية، لكنها بحاجة لدعم وتسويق وتدريب.

اما مشاريع الطاقة البديلة فان المساحات الواسعة في بعض مناطق الكورة مؤهلة لمشاريع الطاقة الشمسية بأسعار منافسة.

ورغم هذه الافاق الا ان هناك تحديات تقف أمام التطبيق.

فالطريق ليس مفروشًا بالورود، وهناك مجموعة تحديات لا يمكن تجاهلها:

مثل تعقيدات الإجراءات وتعدد الجهات
وهو أصل المشكلة التي تحدث عنها جلالة الملك. كثير من المستثمرين يصطدمون بمراحل طويلة ومعقدة قبل أن يبدأوا فعليًا.

أيضًا ضعف البنية التحتية في بعض المناطق
الطرق، الخدمات، جاهزية المواقع… كلها تحتاج تحسينًا لتهيئة بيئة جاذبة.

ولا ننسى غياب التكامل بين المؤسسات المحلية
البلدية، الزراعة، البيئة، الاستثمار… كل جهة تعمل بطريقتها، وهذا يربك المستثمر ويضيع عليه الوقت.

كما ان قلة المبادرات الحكومية الموجهة للمناطق الطرفية
أغلب التركيز يكون في العاصمة، بينما الألوية مثل الكورة تحتاج لاهتمام أكبر وبرامج موجهة لها.

والسؤال هنا هل يمكن تجاوز التحديات؟

نعم إذا توفرت الإرادة.
وتطبيق الرؤية الملكية—كما طرحها جلالته—ليس حلمًا بعيدًا، لكنه يحتاج الى فريق محلي جاد وجهة مرجعية تتولى الملف اضافة لخطة واضحة ومتفق عليها،
ناهيك عن متابعة دورية ومحاسبة عند التقصير.

ومن وجهة نظر ابناء اللواء
لواء الكورة قادر على أن يكون نموذجًا للتطبيق، لا مجرد منطقة تنتظر.
وعندما تتحول توجيهات جلالة الملك إلى خطوات فعلية على الأرض، سيجد المستثمرون هنا بيئة أسهل وأوضح، وسيبدأ اللواء بالتحول من منطقة تملك الفرص… إلى منطقة تستثمر الفرص.

Read Previous

إنجاز طبي جديد في جراحة العمود الفقري بمستشفى حمزة

Read Next

مشهد خيالي لـ جيش آلي صيني يشعل جدلا عالميا

Most Popular