
العبادي: الخطورة على الاردن اولا قبل الاقطار الاخرى
هلسة: مؤسسة ‘موارد’ الوحيدة التي تقدم خدمات متكاملة للمواطنين
برعاية نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور ممدوح العبادي عقدت وكالة جراسا الاخبارية مؤتمر التحديات التي تواجه الاردن بمشاركة واسعة من اصحاب الفكر والسياسة والخبراء ومتخصصين في الشان السياسي والاقتصادي والامني والاجتماعي.
وانعقد المؤتمر بالتعاون مع مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها وشركة بوليفارد العبدلي وشركة البوتاس ونقابة اصحاب المطاعم الشعبية.
ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على التحديات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، والبحث عن محركات النهوض فيها بمنهجية عصرية غير مسبوقة وصولا لبناء مستقبل برؤية استشرافية لتلك التحديات وبناء التحالفات الاستراتيجية بين كافة الاطراف للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق لتحقيق رؤية المؤتمر، والذي اعلنت من خلاله وكالة جراسا الاخبارية انها ستطلق منصة تحت اسم ‘مرصد جراسا للتحديات’ لمتابعة التوصيات والحلول في وقتها.
وقال الدكتور ممدوح العبادي ان الخطر الحقيقي يقع على الاردن اولا قبل الدول المجاورة , وان الوافدين يشكلون اكثر من 30% من سكان المملكة ، وعليه يتوجب اصدار تعليمات او تشريعات بمنع العمالة الوافدة من العمل في الكثير من المجالات وان العمل يقتصر فيها على الاردنيين، واضاف العبادي ان الخطورة على الاردن اولا قبل دول الجوار من النواحي الامنية نظرا لكونها الملاصقة لفلسطين وفيها اطول شريط حدودي.
بدوره قال معالي المهندس سامي هلسة رئيس مجلس ادارة مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها ‘موارد’: ان ‘موارد’ هي المؤسسسة الوحيدة التي تشكل افضل النماذج في الدولة الاردنية كونها الوحيدة التي تقدم كافة الخدمات للمواطنين نظرا لخبرتها العالية في شؤون التنمية الحظرية وانه يسكن في موقع المعسكرات القديم حوالي 4800 عائلة ضمن شروط تنظيمية عالية المستوى وتحتوي على كافة الخدمات، وتنوى المؤسسة البدء بمرحلة جديدة مشابهة لتلك التجربة بحوالي 2500 دونم .
محاور المؤتمر وجلساته الحوارية
ناقش المؤتمر اربع محاور رئيسة، حيث تضمن المحور الاول التحديات السياسية والاقليمية وانعكاسها على الاردن، وتحدث فيها معالي الدكتور صخر دودين والذي بين مكامن الاخطار السياسية مؤكدا انه يتوجب علينا ان نبقى نتعامل مع الازمات المجاورة بعقل الدولة وليس بعاطفة اللحظة، وبالحديث عن الجرح الاعمق فان حرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة قابلها موقف اردني ثابت وواضح برفض الابادة وادانة العدوان والمطالبة بوقف الحرب ودعم مطلق للشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، حيث ان امن الاردن لا ينفصل عن امن فلسطين وان هذا العدوان على غزة هو عدوان على وجدان كل اردني.
واكد دودين على ان الاردن ثابتا في موقفه ومبادئه ، لا للتوطين، لا للتفريط بالقدس ونعم للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، رغم محاولات بعض القوى العالمية بشيطنة الفكر المقاوم وتشكيل تصورات مشوهة لدى الشعوب العربية عن واقع اوطانها.
وشدد دودين على ان الاردن في قلب العواصف فالازمة السورية مازالت تلقي بظلالها على الحدود، والنفوذ الاقليمي المتزايد لبعض القوى في الشرق الاوسط يفرض علينا المراقبة بحذر اضافة الى اتفاقيات التطبيع والتي توقفت مرحليا بسبب طوفان الاقصى يدفعنا الى التمسك بمواقفنا ودورنا التاريخي خصوصا في حماية القدس والمقدسات. مضيفا انه يتوجب علينا معرفة امر ثابت ان عدونا واحد هي اسرائيل وهو ما يتوجب عمل عربي موحد ضد هذا الكيان.
وفي المحور الثاني الذي تناول التحديات الاقتصادية وسبل النهوض بالواقع الاقتصادي والتي تحدث فيها الدكتور محمد الرواشدة الامين العام لحزب نماء الذي قال ان الاقتصادي الاردني كانت نسبة النموفيه قبل 15 سنة بلغت 7% ، اما اليوم يشكل 2% وهو مايسبب تباطؤ قاس ولن يخلق ايرادات وبذلك يستمر العجز مما يدفع الحكومات الى الديون والاقتراض مما اوصل معدل الدين العام الى 7% ويقدربحوالي 48 مليار دينار مما يشكل عبء مستقبلي على الاجيال القادمة، واكد ان وضع الدينار الاردني ثابت وقوي نتيجة السياسة المالية التي يتبعها البنك المركزي الاردني في الحفاظ على سعر صرف الدينار.
واضاف الرواشدة ان العبء الضريبي يصل الى 28% بحسب البنك الدولي مما يتطلب حديثا واضحا مع الحكومات لتقليل هذا العبء لتحقيق ايرادات اكبر وافضل تماما كما باقي دول العالم التي تقدمت اقتصاديا بسبب تقليل العبء الضريبي فيها.
في المحور الثالث تحدث العين الدكتور عمار باشا القضاة عن تعزيز منظومة الامن الوطني في مواجهة التحديات المستجدة والتي سلط الضوء فيها على عدد من القضايا المهمة والخطيرة التي تواجهها المجتمعات وتحديدا فيما يتعلق بانتشار المخدرات واثرها على المجتمعات وتطور اشكال التهريب وصناعة السموم التي تؤدي الى فقدان العقل من جهة وتؤدي الى الوفاة من جهة ثانية وهو خطر لابد من التنبه اليه للحفاظ على الاجيال من مخاطر السموم.
واضاف القضاة ان الاردن في السابق كان يواجه عصابات منظمة لتهريب المخدرات عبر الحدود مع سوريا، واعلن يومها جلالة الملك اننا نواجه حربا على المخدرات نظرا لكونها تهدد امن وسلامة المجتمعات والابناء والاباء والجرائم التي نسمع عنها بين الحين والاخر تعد اكبر مثالا على ضرورة نشر الوعي من مخاطرها وعدم التستر عليها والتدخل في المجرمين ، اضافة الى اننا مازلنا بحاجة الى تعديل بعض التشريعات وتغليظ العقوبات للحد من انتشار المخدرات وبيعها.
وفي المحور الرابع الذي يتحدث عن التحديات الاجتماعية تحدثت الدكتورة رلى الحروب امين عام حزب العمال عن واقع البطالة والفقر في الاردن والنائب يوسف قباعي عن سبل النهوض بالتعليم والواقع الصحي في الاردن، حيث استعرضت الحروب تجارب عدد من الدول في الحد من البطالة داعية الى الاستفادة من تلك التجارب التي من الممكن ان تحقق نتائج ملموسة على ارض الواقع في محاربة الفقر والبطالة والنهوض بالمجتمعات، وجسدت الحالة الكبيرة والخطيرة التي وصلت اليها الاسر في نسبة المتعطلين عن العمل وهو يشكل عبئا على كافة مناحي الحياة.
ومن جهته تحدث النائب يوسف قباعي عن واقع التعليم والى ما وصلنا اليه اليوم يتردي بمخرجات التعليم حيث تم التركيز على التعليم من حيث الكم على حساب النوع مما ادى الى تراجع كبير في منظومة التعليم وادى الى ما نحن عليه الان حيث ان جامعاتنا قد تكاد تخلو من الطلبة العرب نظرا لتردي مخرجات التعليم والاعتماد على اسلوب التلقين في منظومة الدراسة.
وفي نهاية كل جلسة ناقش الحضور مع المتحدثين عددا من الافكار والمشكلات التي تساهم في الخروج بتوصيات لتلك التحديات وتقديمها في وقت لاحق عبر مرصد جراسا للتحديات حيث قدم المتحدثون عددا من التوصيات التي تخدم كل محور من محاور المؤتمر.
وخرج المؤتمر بعدد من المخرجات لخدمة التوصيات ابرزها:
إطلاق ‘مرصد جراسا للتحديات’ لمتابعة تنفيذ التوصيات.
تأكيد الحاجة لشراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات.
دعوة جميع الأطراف لتبنّي رؤية استشرافية تعيد بناء التوازنات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
يُعدّ هذا المؤتمر خطوة عملية نحو تحويل التحديات إلى فرص، عبر خارطة طريق قابلة للتطبيق تُعزّز صمود الأردن في ظلّ الظروف الإقليمية المضطربة.