
اخبار ع النار-شارك الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، في جلسة حوارية ضمن أعمال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2025” المنعقد في العاصمة السعودية الرياض
وخلال الجلسة، أكد الرئيس الشرع على الأهمية المحورية للمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإقليمي مرتبط بشكل وثيق بالأمن، وأن استقرار سوريا يمثل “ركيزة أساسية” لاستقرار المنطقة بأسرها.
السعودية “قبلة الاقتصاديين” ودورها المحوري
أشاد الشرع بالدور السعودي، مؤكدا أن “المملكة العربية السعودية تشكل أهمية كبرى في المنطقة”.
وأضاف أن المملكة “برؤيتها الجديدة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصبحت قبلة الاقتصاديين في المنطقة”.
وأوضح الرئيس السوري أن أول زيارة خارجية له كرئيس كانت “إلى السعودية لأننا ندرك المحورية والحالة الرائدة التي تمثلها في المنطقة”.
ووصف السعودية بأنها “داعم للازدهار والاستقرار والتنمية في سوريا”، مضيفا: “أنا أتابع منذ سنوات الرؤية التي طرحها ولي العهد السعودي وهي رؤية تشمل المنطقة كلها”.
الأمن الإقليمي والمخاطر
ربط الشرع بشكل مباشر بين الاقتصاد والأمن، قائلا: “الاقتصاد في المنطقة مرتبط بالأمن الإقليمي والاستراتيجي”.
وشدد على أن “سوريا تشكل ركيزة أساسية في استقرار المنطقة”، محذرا من تبعات غياب هذا الاستقرار. وقال: “العالم جرب أن تكون سوريا مضطربة ومصدرة للمخدرات وهذا تسبب بمخاطر كبيرة على المنطقة”.
وتابع الشرع: “فشل سوريا جربه العالم خلال الـ 14 سنة الماضية، وخلال الـ 60 سنة الماضية، جرب أن تكون بلدا مولدا للأزمات وهجرة البشر والكبتاغون”.
وأكد أن هذا الوضع “له مخاطر استراتيجية على مستوى المنطقة واستغلته بعض الأطراف الطامحة لإثارة القلاقل”.
صفحة جديدة: 28 مليار دولار استثمارات
وأعلن الرئيس السوري أن “سوريا انفتحت اليوم على العالم وبدأت صفحة جديدة خلال فترة قصيرة”.
وعزا هذا التحول السريع إلى الدعم الإقليمي، قائلا: “في 10 أشهر استطاعت العودة إلى موقعها الإقليمي والعالمي بدعم من العديد من الدول وعلى رأسها السعودية”.
وكشف الرئيس السوري عن تعديلات تشريعية جذرية لجذب رأس المال، قائلا: “عدلنا قوانين الاستثمار في سوريا حتى أصبحت من الأفضل في العالم”.
وأعلن عن نتائج هذه الخطوات قائلا: “دخلت إليها (سوريا) خلال الستة أشهر الأولى استثمارات بقيمة 28 مليار دولار”.
وأكد أن “الفرص الاستثمارية في سوريا غنية، وهذا ما يدركه كل الاقتصاديين المهمين في العالم، وقد بدأت الاستثمارات تنمو فيها بشكل جيد”.
البناء بالاستثمار لا بالمساعدات وحدد الرئيس الشرع رؤية بلاده لإعادة الإعمار، مؤكدا: “نريد إعادة بناء سوريا من خلال الاستثمار، ولا نريد أن يتم ذلك من خلال المساعدات والمعونات”.
وقال الشرع إن هناك محادثات مع الأردن والكويت وتركيا بشأن الاستثمار في سوريا.
وأشار إلى وجود “العديد من الشراكات مع السعودية وقطر والإمارات وتركيا”، بالإضافة إلى “مشاريع استثمارية مع البحرين والأردن”، وكشف أن “هناك شركات أمريكية أخذت بعض الاستثمارات وشراكات إقليمية أخرى”.
ووجه الرئيس السوري رسالة مباشرة للمستثمرين قائلا: “نعمل على حماية المستثمرين وفقا للقوانين، ولديهم اليوم فرصة تاريخية وكبيرة في سوريا”.
واختتم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على مستقبل سوريا، قائلا: “ما سيكسبه العالم من استقرار سوريا أنها تمثل موقعا استراتيجيا مهما في المنطقة، فهي بوابة الشرق عبر التاريخ وطريق الحرير المتعارف عليه، وفيها موارد متنوعة واقتصادها متنوع ولا يعتمد على قطاع واحد”.
وتعهد: “سنبني كل ما تدمر، والرهان الأكبر لدي هو على الشعب السوري الذي عانى معاناة مريرة، وثبت على مواقفه وانتصر
وأعرب الرئيس السوري عن استعداده لتقديم ما تبقى من عمره ليشهد سوريا ناهضة وقوية، مؤكدا عزمه وعزم كل محبي سوريا على إعادة بنائها من جديد.