
اخبار ع النار-استأنفت الهند والصين الرحلات الجوية المباشرة بينهما امس الأحد، بعد تعليق دام خمس سنوات، في خطوة تحمل رمزية كبيرة لعودة بناء العلاقات بحذر بين البلدين الآسيويين الأكثر سكانا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يظهر فيه التبادل التجاري بينهما نموا متسارعا، رغم العجز التجاري الكبير لصالح بكين.
وتظهر أحدث بيانات وزارة التجارة في نيودلهي أن الهند لا تزال تسجل عجزا تجاريا كبيرا تجاه بكين، حيث تعتمد بشكل كبير على المواد الخام الصينية لدعم نموها الصناعي وصادراتها.
وبلغت قيمة الواردات الهندية من الصين أكثر من 11 مليار دولار الشهر الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة تزيد عن 16% مقارنة بشهر ايلول / سبتمبر 2024. وفي المقابل، بلغت الصادرات الهندية إلى الصين 1.47 مليار دولار، مسجلة نموا سنويا قويا بنسبة 34%.
يأتي استئناف الرحلات الجوية في سياق تحسن تدريجي في العلاقات بين الجارتين، والتي كانت قد تدهورت بشدة منذ المواجهة الحدودية الدامية في منطقة الهيملايا عام 2020.
كما يأتي هذا التقارب مع بكين في وقت تواجه فيه الهند صعوبات في علاقاتها مع شريكتها التجارية الرئيسية، الولايات المتحدة.
وقد تأثرت العلاقات الهندية-الأمريكية سلبا بعد الرسوم الجمركية البالغة 50% التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالإضافة إلى اتهامات معاوني ترمب للهند بـ”تغذية الحرب الروسية على أوكرانيا” عبر شراء النفط من موسكو.
تعليق الخبراء:
أكد رئيس غرفة التجارة الهندية في كالكوتا، راجيف سينغ، أن “الخط الجوي المباشر سيخفف من اللوجستيات ووقت الترانزيت”، وهو ما سيصب بدوره في مصلحة الأعمال التجارية.
من المقرر أن تشغل “إنديغو”، أكبر شركة هندية للنقل الجوي، أول رحلة يومية إلى البر الرئيسي الصيني، مغادرة من كالكوتا إلى غوانجو مساء اليوم الأحد.
وتتوقع الحكومة الهندية أن استئناف الرحلات سيعزز “التواصل بين الناس” وسيساعد في “التطبيع التدريجي للتواصل الثنائي”، خاصة مع بدء رحلات إضافية من العاصمة نيودلهي إلى شنغهاي وغوانجو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل