
اخبار ع النار-تشكل شجرة الزيتون المفرق جزءا أصيلا من الموروث الزراعي والثقافي ورمزا لهوية محافظة المفرق، حيث باتت هذه الشجرة المباركة حاضرة في كل زاوية من المحافظة، حيث لا تخلو منها حديقة منزلية فيما تغطي مزارع الزيتون مساحات شاسعة استحقت محافظة المفرق من أجله تكريمها بلقب “عاصمة الزيتون الاردني لعام 2020”.
وكان أمين عام وزارة الزراعة، المهندس محمد الحياري أعلن خلال حفل رسمي في منطقة أم الجمال بمحافظة المفرق يوم الأربعاء الماضي، “المفرق عاصمة للزيتون لعام 2025″، تقديرا لدورها الريادي في إنتاج الزيتون وزيته، واتساع رقعة الأراضي المزروعة بهذه الشجرة المباركة في مختلف مناطق المحافظة.
وقالت مديرة زراعة المفرق، الدكتورة أنعام المشاقبة، إن محافظة المفرق تحتضن أكثر من 3 ملايين شجرة زيتون مزروعة على مساحة 100 ألف دونم ما بين مروية وبعلية، مشيرة الى أن إنتاج المحافظة المتوقع من ثمار الزيتون لهذا الموسم سيبلغ نحو 33 ألف طن، وسيُخصص الجزء الأكبر منها لمعاصر الزيتون، ويتوقع أن تبلغ الكمية المتوقعة من زيت الزيتون ستصل إلى نحو 4 آلاف طن.
وأضافت المشاقبة، إن المحافظة تضم 16 معصرة زيتون فتحت أبوابها لاستقبال ثمار الزيتون تمهيدًا لعمليات العصر وإنتاج زيت الزيتون، لافتة إلى أن موسم العصر يمثل مناسبة اجتماعية مميزة، تتكاتف خلالها العائلات لقطف الثمار وسط أجواء تعبّر عن روح التعاون والتلاحم بين أبناء المجتمع المحلي، إلى جانب الجهود الكبيرة التي يبذلها العمال في المزارع لقطف وجمع المحصول ونقله إلى المعاصر.
وأوضحت أن المديرية نفذت جولات تفتيشية مسبقة على جميع المعاصر للتأكد من ترخيصها واستعدادها الكامل للموسم، مؤكدة أن المعاصر جاهزة لاستقبال مختلف كميات الزيتون المتوقع إنتاجها هذا العام، وبقدرات تشغيلية تضمن انسيابية عمليات العصر وجودة المنتج النهائي.
وشددت المشاقبة على ضرورة اتباع الطرق السليمة في قطف ثمار الزيتون وتعبئتها بطريقة تضمن سلامة الثمار، إلى جانب تأكد المزارعين من نضوج الثمار قبل قطفها لضمان الحصول على أكبر كمية من الزيت.
واكد مواطنون أن موسم قطف وعصر الزيتون يمثل فرحة سنوية خاصة، لما يحمله من أجواء عائلية واجتماعية مميزة، مشيرين إلى أن عملية جمع المحصول ونقله إلى المعاصر تتم بطابع اجتماعي، حيث تتجمع العائلات وتتعاون فيما بينها خلال موسم القطاف، في مشهد يعكس روح التكافل والتعاون المتجذرة في المجتمع المحلي.
ولفتوا إلى أنه بعد الوصول إلى المعصرة وأخذ الدور لعملية العصر، والتي تمتد في كثير من الأحيان حتى ساعات الفجر، تتحول ساحات المعاصر إلى أماكن للسهر والسمر، يتبادل فيها الحضور الأحاديث والنقاشات حول كميات الزيتون التي تم قطفها وتوقعات إنتاج الزيت لكل عائلة، كما تشهد هذه السهرات عمليات بيع وشراء مباشرة لزيت الزيتون، خاصة من أسر لا تمتلك أشجار زيتون.