قال وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة، الدكتور مهند مبيضين، إن الجهد الدبلوماسي الأردني كان جزءا من عملية استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية.
وأكد مبيضين أن تهديد المخدرات والسلاح والتهريب بجميع أشكاله تضر بالمنطقة وليس بالأردن وحده، وتؤسس إلى حالة سلبية جديدة في الأمن القومي العربي.
وأشار إلى أن الأشقاء العرب كانوا مع الأردن في هذا الطرح، مضيفا “وكنا ننتظر من الأشقاء في سوريا أن تكون إجراءاتهم أفضل على حدودهم الجنوبية”.
وتابع أنه “لسنا سعيدين” بخوض اشتباكات ضد عمليات التهريب والمهربين على الحدود مع سوريا، لافتا إلى أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تقدر العروبة والأرض العربية وتحترمها وتتألم عندما تأتي مجموعات تهريب وميليشيات من جهة الحدود السورية باتجاه الأردن.
وبين أن المصير العربي كان واحدا قبل 100 عام، “وقدنا وحدة عربية وانخرطنا في جميع مشاريع التعاون العربي التي كانت سوريا فيها”، مشيرا إلى “ما حصل في سوريا من انفلات منذ عام 2010 وتعرضها لإشكاليات كبرى نالت من وحدتها”.
وأعرب عن أمله في أن تعود سوريا إلى استقرارها بأسرع وقت ممكن، ما سيكون له نتيجة حقيقية على الحدود السورية الجنوبية من جهة الأردن.
وقال إن الحدود الشمالية الأردنية مع سوريا كانت دائما وحتى قبل 10 سنوات في حال أفضل، “واليوم يجب أن تكون الالتفاتة لها من طرف الدولة السورية أهم. ويجب تخفيف حضور الميليشيات والجماعات الخارجة على القانون والتي لا تتمتع أيضا في سوريا بسمعة طيبة وتساهم في عدم استقرارها”.
وتحدث عن لقاءات أجرتها وزارة الخارجية وشؤون المغتربين مرتين مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وتم إبلاغهم بأن “الأردن سيدافع عن حدوده ويحميها بشكل مؤسسي ومهني ودقيق وعملي تقوم به قوات حرس الحدود. لسنا في رغبة بأن نخوض أي معركة أو مناوشات مع أحد. لكننا أيضا سندافع عن حدودنا وأمننا الوطني الذي بات مهددا من قبل الجماعات المهربة والمسلحة”.
وأكد معرفة من يقود ويحرك هذه الجماعات ويؤثر عليها ويأتي إليها بالمخدرات والسلاح، إضافة إلى السلطة المشرفة عليها، مبينا أنه “هناك جماعات تابعة لدولة إقليمية تريد أن تصنع مشروعا جديدا، وأن يكون الأردن هو التالي بعد الدول التي خربت”، وشدد مبيضين “لن يكون الأردن كذلك، وسيبقى شوكة في حلق أي مشروع يريد أن ينال من أرضه ووحدته”.
ووفق مبيضين “قلنا دائما إن هنالك مشروع إقليمي يهدد مخاطر المنطقة واستقرارها. وقالها جلالة الملك عبدالله الثاني مرارا وعديدا وأنه يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والعراقية واليمنية واللبنانية، وأن أي دولة فيها حالة هبوط بالأمن الداخلي تؤثر على الإقليم”.
وقال: “كنا واضحين وحذرنا منذ البداية بأنه لا مجال لمشاريع توسعية على حساب الأردن”، مشيرا إلى “مجموعات حشدت على حدود الأردن مؤتمرة بأمر دول إقليمية من جهة الحدود الشرقية، ومعنى ذلك أن هذه رسائل ترسلها هذه الدول إلى الأردن بأنها تستطيع إزعاجنا والتأثير على أمننا، وخاصة أن هذه الدول تصنفنا بأننا أعداء لها وجماعة تتبع للمحور الأمريكي في المنطقة”.
ورد مبيضين “نحن ندافع عن أمننا بالتعاون مع أمريكا وأي دولة في المنطقة من أجل ضمان أممنا واستقرارنا، كما أن الدول الأوروبية شريكة معنا في حربنا ضد تنظيم داعش والتطرف ولها مجموعات عسكرية نتبادل معها الخبرات والأدوار”، مستطردا أن تلك الجماعات والدول الإقليمية “ترفع هذه الحقائق باعتبارنا أننا جزءا من الحليف الغربي في المنطقة”، وقال مبيضين: “لا، نحن ندافع عن المنطقة وقدنا الاستقرار فيها ونحن ضمانته”.
ووصف مبيضين، من يقول إن الأردن يخوض الاشتباكات مع الجماعات المسلحة على حدوده الشمالية لمنع وصول الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية، “هذا عنده علة في انتمائه وعقله ووطنيته واضحة لا لبس فيها”.
وشدد على أن الأردن يدافع عن ما تبقى من عروبة ووحدة عربية، وهو الوحيد الذي سالت دماء أبنائه على أرض فلسطين، مستنكرا المزاودة على الأردنيين بانتمائهم وعلى الجيش العربي وعقيدة القيادة الهاشمية في هذا الجانب لأن الموضوع الفلسطيني موضوع أردني بالدرجة الأولى.
“لكن بعض الناس يريدون شماعة وأن يضعونا في الاتهام، لأنهم مؤتمرين ويلتقطون إشارات من الخارج، وغير مؤمنين بالدولة الأردنية وأدوارها ويتمنون انحدارها لتصبح مثل الدول الأخرى وينفلت الأمن بها”، بحسب مبيضين الذي أكد “لن يكون ذلك على حساب أمننا واستقرارنا، ونحن واضحون في انتمائنا لفلسطين وقضيتها ودفاعنا عنها”.
كما شدد على أن الأمن الوطني الأردني مقدس وفوق كل اعتبار وقضية.
وعن إشاعات تتحدث عن أن حرب الأردن على المخدرات جاءت لتغيير بوصلة الشارع عن ما يحدث في قطاع غزة، قال مبيضين إننا المتضامنون الأولون والآخرون مع غزة، ونسبق كل الأمم في التضامن معها.
وبين أن الوطنية إما أن تكون أردنيا مؤمنا بوطنيتك وترابك وأرضك وقيادتك ودورك، وإما أن لا تشكك في ذلك.
ولفت أيضا إلى دور المجتمع الأردني المهم في الحرب على المخدرات بالدفاع عن نفسه وأبنائه ومدارسه وجامعاته والتبليغ عن التجار والمتعاطين لعلاجهم، ما يحتاج إلى حملة وطنية يومية تتحدث عن مشكلة المخدرات ومواجهتها.
ونوه بأن كل الدول تعاني أزمة تهريب المخدرات، والأردن دولة مستقرة في منطقة مرتخية وتعاني من الفوضى، ولذلك علينا أن نكون واعين ونخوض هذه المواجهة الداخلية ضد المخدرات.