
اخبار ع النار-كشفت السلطات الأمريكية اليوم الثلاثاء، عن تفكيك شبكة قادرة على تعطيل الاتصالات في نيويورك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي بيان رسمي، أوضحت الوكالة أنها نفذت أكبر عملية من نوعها، حيث عثرت على “مزارع شرائح اتصالات” (SIM farms) نشطة داخل شقق مهجورة في أكثر من خمسة مواقع.
وأسفرت العملية عن ضبط 300 خادم شرائح (SIM servers) وأكثر من 100 ألف بطاقة (SIM cards)، كانت تتيح اتصالات مشفرة ومجهولة الهوية، وقادرة على إرسال 30 مليون رسالة نصية في الدقيقة.
وأشار مسؤولون إلى أن الخوادم كانت قوية بما يكفي لتعطيل أبراج الاتصالات وإطلاق هجمات حجب الخدمة الموزعة بما قد يؤدي إلى تعطيل اتصالات الطوارئ، مثل خدمات الإسعاف (EMS) والشرطة.
وقال العميل الخاص المسؤول في الخدمة السرية الأمريكية، مات ماككول، في مقطع فيديو نشرته الوكالة: “كان لهذه الشبكة القدرة على تعطيل أبراج الاتصالات وإغلاق شبكة الهواتف المحمولة في مدينة نيويورك بالكامل”.
وأكد مسؤول مطلع على التحقيق أن الشبكة كانت متطورة للغاية إلى حد أنها كانت قادرة على إرسال رسائل نصية إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال 12 دقيقة فقط، مضيفا: “لقد كانت منظمة تنظيما جيدا وممولة بشكل كبير”.
وانطلق التحقيق في أعقاب تلقي تهديدات هاتفية في الربيع الماضي استهدفت عدة مسؤولين أميركيين كبار، بينهم شخصيات توفر لهم الخدمة السرية الحماية. وأوضح المسؤولون أن الشبكة تمت مصادرتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال ماككول: “لا يمكننا الكشف عن هوية المسؤولين المستهدفين حفاظا على خصوصيتهم، لكن مع استمرار التحقيق نتوقع العثور على مزيد من الأسماء بمجرد فحص البيانات”.
وأظهرت التحليلات الأولية أن الشبكة استخدمت في اتصالات بين حكومات أجنبية وأفراد معروفين لدى أجهزة إنفاذ القانون الأميركية، بينهم أعضاء عصابات الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات وشبكات الاتجار بالبشر، وفقا لمسؤولين مطلعين على التحقيق.
وتواصل الخدمة السرية الأميركية مراجعة أكثر من 100 ألف بطاقة (SIM) في عملية تحليل جنائي شاملة.
وقال مسؤول لشبكة CBS News: “كل بطاقة (SIM) تحتوي على بيانات تعادل ما يوجد في هاتف محمول. نحن نراجع كل مكالمة ورسالة وبحث أجري عبر هذه البطاقات”، مضيفا: “تشير النتائج المبكرة إلى أن الشبكة استُخدمت في اتصالات بين حكومات أجنبية وأفراد معروفين لدى أجهزة إنفاذ القانون الفيدرالية في الولايات المتحدة”.
وعُثر على المعدات على بعد 35 ميلا من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك قبل انطلاق اجتماعات الجمعية العامة. كما ضبط المحققون 80 غراما من الكوكايين وأسلحة نارية غير مشروعة، إضافة إلى أجهزة كمبيوتر وهواتف.
وقال أحد المسؤولين: “هذه لم تكن مجرد مجموعة أشخاص في قبو يلعبون لعبة فيديو. لقد كان الأمر منظما جيدا وممولا بشكل كبير”.
وأضاف ماككول: “كان التوقيت والمكان وقرب الشبكة من الأمم المتحدة عوامل تؤكد خطورة الموقف، وكان علينا أخذها بعين الاعتبار”.
وانطلق التحقيق عبر وحدة جديدة أنشأها مدير الخدمة السرية شون كوران، تحت اسم “وحدة الاعتراض على التهديدات المتقدمة”، بالتعاون مع تحقيقات الأمن الداخلي.
وقال أحد المسؤولين: “هذه الأجهزة لم تعد تشكل أي تهديد لنيويورك. لقد أزلنا هذا الخطر وفككناه، ولا يوجد حاليا أي تهديد موثوق ضد الأمم المتحدة”.
ومع ذلك، أشار مسؤول آخر إلى أنه سيكون من غير الحكمة الافتراض بعدم وجود شبكات مماثلة في أماكن أخرى داخل الولايات المتحدة.
وأكدت الخدمة السرية الأمريكية أن التحقيق لا يزال مستمرا، وأنه لم يتم توقيف أي شخص حتى الآن، لكنها لم تستبعد حدوث اعتقالات لاحقا. وأضاف المسؤولون: “من الناحية العملياتية، نريد أن يعرف من يقفون وراء هذه الشبكة أن الخدمة السرية على علم بهم وأننا نقترب منهم”.