بلدية مادبا تسابق الزمن باستعدادات مبكرة للشتاء

اخبار ع النار-تكثف بلدية مادبا الكبرى استعداداتها الميدانية لتجنب المشاهد المألوفة خلال فصل الشتاء، من فيضانات وتجمعات مائية تعيق الحياة اليومية للسكان.
فمنذ أيام، بدأت الآليات والفرق المختصة العمل في الشوارع والأحياء، لتنظيف العبارات والمناهل ومجاري تصريف المياه والأودية، في سباق مع الزمن لضمان جاهزية البنية التحتية، والحد من المخاطر التي طالما عانى منها المواطنون في مواسم الشتاء السابقة.
من جانب آخر، يدعو مواطنون إلى أن ترافق هذه الإجراءات خطط توعوية للمجتمع المحلي، تحث على عدم إلقاء النفايات في الشوارع والأودية، باعتبارها أحد الأسباب الرئيسة في انسداد المناهل والعبارات.
كما يطالبون بضرورة وجود خطوط طوارئ فاعلة مرتبطة مباشرة بغرف العمليات في البلدية، لتمكينهم من الإبلاغ الفوري عن أي طارئ خلال الموسم.
وبحسب المواطن سلامة محمد، من سكان حي الشرقي، فإن المنطقة عانت سابقا من تجمع مياه الأمطار أمام المنازل، معبرا عن أمله بأن تؤدي هذه الجهود إلى تقليل معاناة السكان، فيما أشار المواطن خليل محمد، وهو صاحب محل وسط المدينة، إلى أن عمليات الصيانة المبكرة تبعث الطمأنينة في نفوس التجار، وتحد من أي آثار محتملة للأمطار الغزيرة.
أما أم محمد، وهي ربة منزل تسكن في أحد الأحياء المنخفضة، فقالت إن أي إجراء استباقي من البلدية يسهم في حماية الأسر ويحافظ على سلامة الأطفال وكبار السن خلال فترات الأمطار.
أهمية صيانة العبارات
وقال أبو محمود، ويعمل سائق عمومي، إن تعطل حركة السير في مواسم الأمطار السابقة كان يتسبب بخسائر مادية ومعنوية للسائقين والركاب، مؤكدا أن صيانة العبارات بشكل مبكر يختصر الكثير من المعاناة اليومية.
من جهتها، أشارت الطالبة الجامعية إسراء الشوابكة، إلى أن الأمطار الغزيرة في بعض السنوات حالت دون وصول الطلبة إلى جامعاتهم أو مدارسهم، لافتة إلى أن الاستعدادات الحالية تبعث شعورا بالطمأنينة لدى الطلبة وأهاليهم.
أما المزارع أبو فادي من ضواحي مادبا، فقال إن السيول التي تشهدها المناطق الزراعية في كل شتاء كثيرا ما تلحق الضرر بالمزروعات، معبرا عن أمله في أن تؤدي هذه الأعمال إلى تخفيف حدة الانجرافات التي تؤثر على الأراضي الزراعية.
وأكد رئيس لجنة بلدية مادبا الكبرى المهندس هيثم جوينات أن هذه الحملة تأتي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تعزيز كفاءة شبكات تصريف مياه الأمطار، وتلافي ما قد ينجم عن غزارة الهطول من تجمعات مائية أو سيول، خاصة في المناطق المنخفضة التي تشهد عادة اختناقات مائية متكررة.
وأوضح أن البلدية ضاعفت جهودها هذا العام من خلال تقسيم العمل إلى مراحل تغطي جميع الأحياء والنقاط الحرجة، بهدف ضمان انسيابية المياه وعدم إعاقة الحركة المرورية أو إلحاق الضرر بالممتلكات.
وأضاف جوينات أن الحملة تشمل إزالة الأتربة والمخلفات المتراكمة داخل العبارات، وصيانة الأغطية المعدنية المتهالكة، وتوسعة بعض المجاري لتسهيل انسياب المياه، إلى جانب متابعة الأودية المحيطة بالمدينة.
وبين أن فرق ميدانية مدعومة بالآليات الثقيلة والخفيفة ستواصل عملها حتى الانتهاء من جميع المواقع المستهدفة قبل بداية موسم الأمطار.
وأشار إلى أن البلدية تتلقى بشكل دوري ملاحظات المواطنين حول النقاط التي قد تتعرض لخطر الغرق أو فيضانات المياه، مؤكدا أن التعامل مع هذه الملاحظات سيكون ضمن أولويات العمل.
كما شدد على أهمية تعاون المواطنين مع كوادر البلدية من خلال تجنب إلقاء النفايات في الشوارع أو بالقرب من مناهل التصريف، لما لذلك من أثر مباشر على فاعلية الشبكات.
دعوة لإطلاق حملات توعوية
وتأتي هذه الاستعدادات في ظل تجارب سابقة شهدتها مادبا، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في تجمعات مائية داخل الأحياء والشوارع الرئيسة، مما أثار قلق السكان وأصحاب المنازل والمحلات التجارية على حد سواء. وقد دفعت هذه التجارب البلدية إلى التركيز على عمليات الصيانة المبكرة لضمان انسيابية المياه وتقليل المخاطر قبل بدء موسم الأمطار.
ويرى خبراء في الشأن البيئي أن هذه الحملات لا يجب أن تقتصر على تنظيف العبارات والمناهل فحسب، بل ينبغي أن تندرج ضمن سياسة وطنية متكاملة للتكيف مع التغيرات المناخية.
وبهذا الخصوص، شدد الناشط البيئي رائد المعايعة على أن نجاح هذه الإجراءات يعتمد بالدرجة الأولى على تعاون المواطنين، مبينا أن رمي النفايات عشوائيا يتسبب مباشرة بانسداد المناهل، في حين دعا إلى إطلاق حملات توعوية موازية تضمن استدامة جهود البلدية.
ويؤكد المهندس جورج حدادين أن الأردن بات يشهد في السنوات الأخيرة أنماطا جديدة من الأمطار تتسم بالغزارة في وقت قصير، وهو ما يزيد احتمالية الفيضانات المفاجئة.
ويضيف حدادين أن الحل لا يقتصر على الصيانة الدورية، بل يتطلب أيضا تطوير البنية التحتية، واستحداث شبكات تصريف أكثر كفاءة في المناطق التي تشهد توسعا عمرانيا متسارعا مثل مادبا.
يشار إلى أن البنية التحتية في مادبا عادة ما تتعرض للأضرار وتزايد الحفر بالشوارع في حال تساقط أمطار غزيرة، في وقت تبرز فيه مشكلة ربط تصريف مياه الأمطار للمنازل والعمارات على شبكات الصرف الصحي والتي تتسبب في فيضان المياه وغرق الشقق التي تقع تحت مستوى الشارع، إضافة إلى وجود ممارسات سلبية تتمثل بفتح أغطية مناهل الصرف الصحي للتخلص من المياه في الشوارع

Read Previous

علاء مبارك يثير تفاعلا بنشره مقولة والده عن أمريكا بعد الهجوم على الدوحة

Read Next

الحملة الأردنية: توزيع ألف كيس طحين شمال وجنوب غزة

Most Popular