زمن العار العربي !!!
قُصفت الدوحة .. مدينة عربية أمام أعيننا جميعًا، ولم يتحرك فينا عرق .. ولم يهتز لنا جفن .. إسرائيل تضرب ، وأمريكا توافق ونحن صامتون، خانعون، مستسلمون .. .
أيها العرب : لم تعودوا أمة تحمي ولا أمة تُخيف ولا أمة تُحتَرَم .. لقد هان كل شيء حتى لم يبقَ إلا أن تسلّموا نساءكم للعدو وتنتظروا خلف الأبواب تحملون المناشف . بالأمس كنّا نفخر بحماية الدخيل والضيف والمستجير واليوم لا نحمي أنفسنا ولا أعراضنا ولا حتى أوطاننا .
أيها الحكّام : لقد قدّمتم كل شيء .. دفعتم الأموال .. فتحتم القواعد للأمريكان .. وقّعتم الاتفاقيات المذلة وتفاخرتم بخطاباتكم الجوفاء
سلّمتم مفاتيح العواصم .. وربطتم رقاب شعوبكم بالسلاسل .. ثم ظننتم أنكم تُحافظون على سياداتكم المزعومة !! أي سيادة وأنتم تستأذنون أعداءكم قبل أن تنامون مَعْ نساءكم ؟ .
أيتُها الشعوب : أنتم شركاء في الجريمة . . صمتكم قتل أوطانكم .. سكوتكم أطال عمر الخيانة !! أنتم من ارتضى أن يعيش تحت الأقدام .. أنتم من قَبِلَ أن يُقاد كالقطيع .. ما نُنزِفَه اليوم مِنْ دماء ليس عجز الحكومات وحدها !! بل خنوع الشعوب التي اكتفت بالفرجة والدعاء .
قُصفت الدوحة وغدًا قد تُقصف القاهرة أو عمّان أو الرياض أو دمشق أو بيروت .. العدو واحد والذل واحد والهوان واحد !! وما دمنا صامتين فلن يتوقفوا عند حدود .
أية أمة هذهِ التي تتشدّق بالماضي وتدفن حاضرها بالذل ؟ أية كرامة بقيت لنا ونحن نُصفع صباح مساء ثم نهرع لتبرير الجريمة بعبارات واهية عن “الحكمة” و”الواقعية” و”حسابات التوازن”؟ .
يا أمة العرب : لقد صرتم أضحوكة العالم .. لم يعد فيكم رجل يقف .. لم يعد فيكم سيف يُشهر .. لم يعد فيكم صوت يزمجر .. كُسرت شوكتكم .. وأُطفئت جذوتكم .. وصار تاريخكم يكتب بالعار والدموع .
التاريخ لن يغفر .. والأرض لن تغفر .. والله لن يغفر .. ستسجّل الأجيال أنكم كنتم أمةً عظيمة .. ثم بعتم كل شيء .. حتى الكرامة بعتموها بأبخس الأثمان .. أمّا أنتم أيها القادة .. فالكلام مَعَكُم وفيكم مضيَعة للوقت والكرامة والشرف !! .
المحامي فضيل العبادي
