يقوم السيد انتوني بلينكن بزيارة إلى دول الشرق الأوسط في هذه الأيام ومن ضمن الدول التي سيزورها الأردن ، وَمِن المؤكد ان الزيارة ستبحث موضوع الحرب على غزة !! وإذا كُنّا معتادين في الأردن أن نقول للضيف لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل ، ولكن ولأن هذه الزيارة ليست للمجاملات وهي تأتي في أكثر الأوقات صعوبة وحرجًا تمرّ على منطقتنا فإنني استأذن السيد بلينكن في سؤاله مجموعة من الأسئلة التي قد لا يسمعها من المسؤولين لسبب أو لآخر!!
السيد بلينكن لقد أتيت في زيارة سابقة الى دولة الاحتلال الاسرائيلي – بالطبع قد لا تتفق معي في هذا الوصف وهذا أمر متروك لك – وقلت بأنك آتٍ لمؤازرة إسرائيل بصفتك يهوديًا لا بصفتك وزيرًا لخارجية دولة الولايات المتحدة الاميركية وبالتالي فإنك منحازًا سلفًا إلى دولة الاحتلال وعليه فأنت تعلم – وأنت المحامي والحاصل على درجة الدكتوراه في القانون – أنك لن تكون محايدًا في حكمك على الأمور التي حدثت وبالتالي فإنك لست أهلًا لأن تكون وسيطًا نزيهًا ، وأنت يا سيدي كذلك من أبوين يهوديين وبالتالي فإن هواكَ سيغلِبُك في الانحياز .
ثم يا سيد بلينكن وبعيدًا عن السؤال السابق- والذي أشك- في أن تجيب عليه ! ماذا كان يقصد رئيس الولايات المتحدة الاميركية السيد بايدن في قوله وعند زيارته لدولة الاحتلال الاسرائيلي ” لوْ لَمْ تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها ؟ وهل أن موضوع وجود إسرائيل منذ البداية كان لغرض معين من حيث تفتيت الدول العربية ووجود تابع لكم هدفه إبقاء هذه الدول تحت سيطرتكم خشيةً من تمردها عليكم ذات يوم ؟ وأن موضوع الوطن القومي وهيكل سليمان ما هو إلّا شمّاعة لتحقيق أهدافكم ؟ .
يا سيد بلينكن هل تعتقد أن تدمير غزة وحماس اذا حدث لا سمح الله سيجلب ألأمن لإسرائيل ؟ الا ترى أن هذا الجيل وبعد سبعين عامًا قد أتى وهو أشد صلابة وأكثر التزامًا بتحرير أرضه ؟ فما بالكم بمن سيأتي بعد سنوات ؟ .
في الدول التي تزورها الآن سواءا مصر أو الأردن او السلطة الفلسطينية والتي وقعت إتفاقيات سلام او معاهدات – سمها كيف يحلو لك – ماذا جنت هذه الدول وهل استطاعت إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة ولها استقلاليتها ؟ أم ان إسرائيل حتى المساحات التي كان متفقًا عليها قد بدأت بهضمها ؟ .
بماذا قابلتم مبادرة السلام العربية ؟ الا تذكر يا سيد بلينكن قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كُتبت به !! وماذا فعلتم أنتم بخصوص ذلك ؟
وحتى لا أطيل عليك يا سيد بلينكن- وأنتم لا تقرأون ولا تحبون الإطالة- فأرجو أن تسمع منّي الموقف الشعبي العربي بعيدًا عَن أي مجاملات قد تسمعها من المسؤولين في أي بلد عربي :
الشعوب العربية مقتنعة تمامًا بأنكم تناصرون إسرائيل سواءاً أكانت على حق او على باطل ، وأنكم لا يهمكم إلا إسرائيل ومصالحها وأن الشعوب العربية لا تعني لكم شيئًا ، وأنكم غير جادين في قيام ألدولة الفلسطينية ولا يعنيكم ذلك ، وأن الشعوب العربية مقتنعة تمامًا بأن فلسطين لن تعود إلا بالقوة ، وأن طريق التحرير هي المقاومة.
يا سيد بلينكن وبعيدًا عمّا تسمعه من أي مسؤول أقول لك إننا لا نحمل للشعب الامريكي إلا كل حب وتقدير وإحترام ونعلم أنهم شعب يؤمن بالحرية واستقلال الشعوب ولكن مشكلتهم كما هي مشكلتنا في المسؤولين!! ولقد رأينا المظاهرات المؤيدة والداعية لوقف إطلاق النار .
وأخيرًا يا سيد بلينكن لماذا ترفض آمريكا وقف إطلاق النار ؟ ولماذا لا تعطوا حلفائكم من العرب نوعًا من الاحترام فلقد أحرجتموهم ورفعتم عنهم حتى ورقة التوت !! ؟.
يا سيد بلينكن أُنقل إلى مَنْ تفتخر بالانتساب إليهم أن شعب فلسطين وغزة لَن يرضوا عن فلسطين بديلًا وأن ما تخططون له – وإن وجدتم من بعض المتخاذلين العرب – مَن يؤيدكم فيه لن تقبله الشعوب العربية والشعب الفلسطيني تحديدًا وأن كل جيل من هذه الأجيال يوصي الجيل الذي يليه بأن فلسطين هي أرضنا وشرفنا وعرضنا .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية/ مجلس محافظة العاصمة