في بحث طبي جديد، وجد العلماء أن 17 ألف شخص ربما كانوا قد ماتوا بفعل دواء هيدروكسي كلوركين الذي كان يوصف لمرضى كوفيد-19 في المراحل المبكرة من جائحة كورونا.
أظهرت دراسة أجراها باحثون فرنسيون وكنديون أن ما يقرب من 17 ألف شخص ربما كانوا قد ماتوا بعد تناول دواء هيدروكسي كلوروكين، خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا.
وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة Biomedicine & Pharmacotherapy العلمية، إلى أن الدواء المضاد لمرض الملاريا وُصف لبعض المرضى الذين دخلوا المستشفى بسبب كوفيد-19 خلال الموجة الأولى من الوباء، “على الرغم من عدم وجود أدلة توثق فوائده السريرية”.
وحسب تقديرات الباحثين فإن حوالي 16990 شخصًا في ستة دول – وهي فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة – ربما لقوا حتفهم نتيجة العلاج بهذا الدواء.
استمد الباحثون هذا الرقم من دراسة نشرت في مجلة Nature العلمية والتي أصدرت تقريرا في عام 2021 عن زيادة بنسبة 11 بالمائة في معدل الوفيات المرتبطة بوصف دواء هيدروكسي كلوركين لعلاج فيروس كورونا.
والآن، استخدم باحثون من جامعتيْ ليون بفرنسا وكيبيك بكندا هذا الرقم لتحليل بيانات المستشفيات لمرضى كوفيد-19 في كل من البلدان الستة، وحللوا بيانات العلاج بهيدروكسي كلوروكين والزيادة في الخطر النسبي للوفاة المرتبط بالدواء.
يقول الباحثون إن الرقم الفعلي لأعداد الوفيات قد يكون أعلى بكثير، نظرا لأن الدراسة تتعلق فقط بستة دول في المدة الزمنية بين آذار / مارس وحتى تموز / يوليو 2020، عندما كان الدواء يوصف على نطاق واسع.
واكتسب هيدروكسي كلوروكين مكانة بارزة آنذاك في النقاشات حول أدوية محتملة لكوفيد-19 ويعود ذلك جزئيا إلى عالم الفيروسات الفرنسي ديدييه راوولت الذي كان يرأس مستشفى مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للأمراض المعدية في مارسيليا الفرنسية.
ولكن، مع تزايد الجدل حول هيدروكسي كلوروكين، أزيل الدواء لاحقًا من لائحة الأدوية المقترحة لعلاج كوفيد-19.
يذكر أن الرئيس الأمريكي أنداك، دونالد ترامب، اعتبر هيدروكسي كلوروكين “دواء معجزة” وكان يقول للناس مشجعا: “ماذا ستخسرون؟ تناولوه”.