انتهت الحلول ، ولم يبق أمام سكان غزة الذين يعانون الأمرين بسبب الحرب الإسرائيلية التي مازالت مستمرة على القطاع منذ 3 أشهر، أي شيء يفعلونه.
فلم يعد القصف فقط ما يضنيهم، ولا حتى التهجير ونقص المواد الغذائية، بل باتت الأمراض تهدد حياتهم بعدما دمّرت الحرب البنية التحتية في القطاع المحاصر.
فقد انتشرت مقاطع فيديو تظهر مياه الصرف الصحي الملوثة غمرت الشوارع في مخيم جباليا المكتظ بالسكان، فيما طافت الحمير تنقل الناس من مكان لآخر في مشهد لا يوصف.
وقال أحد الغزاويين: “نحنا عايشين مع الكلاب والزبل والبسس والحمير.. ما ضل شي ما صار عنا”، في إشارة إلى طوفان المجارير والحالة الصعبة التي وصل إليها القطاع.
ويعاني السكان أيضاً من نقص شديد بكل المستلزمات، إذ لا يتمكن الأطفال والنساء الحوامل والمرضى المصابون بأمراض مزمنة من الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة، خصوصا بعد طوفان المياه القذرة من أنابيب الصرف الصحي بفعل القصف.
فيما يضطر عدد كبير من النازحين إلى البحث عن مأوى في مساحات محدودة للغاية، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض.
وضع مأساوي
يشار إلى أن القصف الإسرائيلي كان أدى إلى تسوية جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان في الأرض، ليصبح معظم سكان غزة بلا مأوى في مناطق مزدحمة مع استمرار نقص الغذاء وتكدس القمامة التي تراكمت مع توقف البلديات في القطاع عن العمل.
أما الروائح الكريهة فباتت عاملا جديدا آخر يفاقم معاناة الفلسطينيين، وينغّص حياتهم في ظل الوضع الكارثي الذي سبّبته الحرب.
ويزداد الوضع سوءا مع استحالة إغلاق النوافذ لمنع تسلل الروائح داخل المنازل، خشية تحطم الزجاج إذا ما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية أماكن قريبة.
إلى ذلك، تشكل مياه الصرف الصحي المتدفقة في الشوارع تحديات صحية، لما تسببه من أمراض تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للسكان والنازحين في ظل انقطاع شح المياه وصعوبة الحصول على ما يكفي منها للاستعمال اليومي والنظافة.
ومنذ تفجر الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي (2023) إثر الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، خلفت الضربات الإسرائيلية العنيفة أكثر من 22 ألف شهيد فلسطيني.