يا أصحاب القرار .. إسرائيل الكبرى ليست وهماً !!

يا أصحاب القرار .. إسرائيل الكبرى ليست وهماً !!
منذ بدايات المشروع الصهيوني، لم تكن فكرة “إسرائيل الكبرى” مجرّد شعار دعائي أو وهماً أيديولوجياً، بل كانت ركناً راسخاً في الفكر الديني والسياسي للحركة الصهيونية ، حيث استمدت هذه الفكرة جذورها من نصوص التوراة التي يفسرها المتطرفون اليهود على أنها تمنحهم الحق في أرض تمتد “من النيل إلى الفرات”، ثم تبنتها القيادات الصهيونية منذ مؤتمر بازل وتصريحات قادة الاحتلال عبر العقود مرورًا ببن غوريون ، وصولاً إلى أيامنا هذه حيث جدد بنيامين نتنياهو إيمانه بها علناً لا زالت تتكرر !!.
تصريحات نتنياهو الأخيرة لم تكن صدمة حقيقية للشعب الأردني، لأن عموم المواطنين يدركون أن الفكر التوسعي الإسرائيلي ليس طارئاً، وأن “السلام” مع إسرائيل هش ومؤقت ، الصدمة كانت في ردة الفعل الرسمية الباردة، التي اكتفت بالتجاهل أو الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية، تاركة الساحة للعشائر ومنظمات المجتمع المدني لتعبّر عن الغضب الشعبي وكأنّ رجال الحكومة يسمعون بهذهِ التصريحات للمرّة الأولى ، هذه ليست مجرد “فزعة شعبية” عابرة، بل إنذار حقيقي بأن الخطر يقترب .
الفجوة بين وعي الشعب الأردني ورؤية الحكومة تتسع يوماً بعد يوم ، الشعب يرى الخطر ويشعر به في قلبه، بينما المسؤولون يختبئون خلف خطاب المراوغة السياسية، وكأنهم يخشون مواجهة الحقيقة أو يفضلون الهروب للأمام .. لكن الهروب لا يردع إسرائيل، ولا يحمي حدود الوطن، ولا يطمئن شعباً بات يقرأ خرائط إسرائيل الكبرى كما يقرأ صفحات الجرائد .
يا أصحاب القرار : خطر المشروع التوسعي الإسرائيلي على الأردن ليس خيالاً ولا دعاية، بل حقيقة تُبنى على الأرض كل يوم .. المواجهة ليست في البيانات الهادئة ولا في انتظار الآخرين ليتحركوا، بل في التنظيم، والإعداد، والعمل السياسي المتماسك، وبناء جبهة وطنية صلبة تعرف أن المعركة ليست فقط على الحدود، بل على الهوية والسيادة والمستقبل .
وإذا كانت إسرائيل لديها نظرية “إسرائيل الكبرى”، فنحن لدينا نظرية تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وإذا كانت إسرائيل تفتخر بمجانينها، فنحن أيضاً لدينا مجانيننا، ولكن مجانيننا من طراز آخر، هُمْ مجانين الحق والكرامة، مجانينٌ يعرفون أن الأوطان لا تُصان إلا بالوعي والقوة والإرادة .
يا أصحاب القرار: هَل الكلام واضح ؟ هَلْ تحتاجون إلى خروج الشعب إلى الشوارع حتّى تسمعونَ ما نقول ؟ .
المحامي فضيل العبادي

Read Previous

15 ألف دينار ودعم لوجستي لمدة عام منصّة زين للإبداع ZINC)) تدعم فِكرة مشروع ” يونيفليكس” UNIFLIX””

Read Next

رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من المكتب الشبابي لـ “إرادة”

Most Popular