محمد راكان القداح يكتب: الفايز .. رجل لا يشبه إلا نفسه

في زمن قلّ فيه الرجال وابتعدت فيه المسافات بين المواطن والمسؤول يبقى اسم فيصل الفايز علامة فارقة وقامة وطنية لا تتكرر أبو الغيث ليس مجرد سياسي أو مسؤول هو حالة فريدة في المشهد الأردني رجل بسيط بقلبه عميق بحكمته ثابت بمواقفه صادق بوعده وقبل كل شيء قريب من الناس

فيصل الفايز ما كان يومًا عابرًا في مشهد هذا الوطن بل كان وما زال واقفًا في الصفوف الأمامية يحمل همّ الأردن كما لو كان همّ بيته وأسرته الصغيرة إن وعد أوفى وإن حضر أنصف وإن غاب ظل حضوره أبلغ من كثير من الحاضرين رجل يقف حيث يتردد الآخرون ويتكلم حين يصمت الجميع لأنه ببساطة لا يعرف أنصاف المواقف

هذا الرجل تاريخه يشهد له قبل لسان الناس من أبناء العشائر إلى المخيمات إلى المدن والبوادي يعرفونه واحدًا واحدًا لا يغلق بابه بوجه أحد ولا يتردد في أن يفتح بيته قبل قلبه لكل من يلجأ إليه. مجلسه عامر ليس بالمظاهر بل بالناس أولئك الذين يؤمنون أن “الرجولة موقف” وأن فيصل الفايز كان دائمًا عند حسن ظنهم.

حين تمر البلاد بأزمات ونسمع ضجيج الذباب الإلكتروني ينهش رموز الدولة يختبئ كثيرون يلوذون بالصمت أو يتوارون خلف الكلمات الرمادية أما أبو الغيث فيبقى كما هو… جبل من المواقف لا يهتز لا يساوم ولا يسمح أن تُمس كرامة الوطن أو قيادته أو شعبه الأردن عنده خط أحمر ليس شعارًا بل إيمانًا راسخًا

المؤلم أن بعضًا من الذين خدمهم ساعدهم، وقف إلى جانبهم يختارون الصمت حين يتعرض للهجوم لا أحد يطلب الدفاع ولكن أين كلمة الحق؟ أين رد الجميل؟ كم من مراجع قصده في بيته؟ كم من مظلوم أنصفه؟ كم من شاب دعمه؟ كم من قضية تبناها لأن فيها “أردني موجوع”؟ أليس من الوفاء أن يُقال: “هذا الرجل وقف معي حين خذلني الجميع”؟

أنا لا أكتب دفاعًا عن فيصل الفايز،ك فهو لا يحتاج مدافعًا فمواقفه أبلغ من أي كلمات أنا فقط أكتب لأن الحق لا يُجزأ ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله. أكتب لأنني أدرك أن الوطن بحاجة إلى رجالات وحين يُذكر “الرجال” يُذكر أبو الغيث.

فيصل الفايز اسم لا يُمحى من ذاكرة الأردن لأنه ببساطه لم يعش يومًا إلا من أجل الأردن

Read Previous

الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على واردات الأردن تدخل حيز التنفيذ

Read Next

سموتريتش يحتفل بإقامة مستوطنات في الضفة إلى جانب شعارات الموت للعرب

Most Popular