عيد الاستقلال .. حين غابَ أصحاب المواقع وحَضَرَ البُسطاء !!!

عيد الاستقلال .. حين غابَ أصحاب المواقع وحَضَرَ البُسطاء !!!
في الخامس والعشرين مِنْ أيار ، كانَ الوطن يحتفل .. الشوارع زُيّنت .. الأعلام إرتفَعَت .. الأطفال إرتدوا ألوان الفرح ، وقلوب الأردنيين امتلأت بالمحبة والاعتزاز .
لكن وَسَط هذا المشهد غابَ مَنْ كُنّا ننتظر منهم أن يكونوا في الصفوف الأولى .. غاب اصحاب الكراسي ، وتوارى أهل المناصب .. واختفى ” المُكرَّمون ” مِنْ فرحة الوطن !! .
ألَمْ يَكُن عيد الاستقلال مناسبة للوطن كُلّه ؟
أم أنّ البعض باتَ يرى في نفسهِ مقامًا ” أرفع ” مِنْ ان يحمل علمًا ؟ أو يُشارك طفلًا في احتفال ؟ او يرفع لافتة حُبّ لوطنٍ أعطاهُ كُلّ شيء ؟ !! .
أهكذا يُردّ المعروف ؟
أهكذا يُقابل الوطن الذي منحكم الأمانة والمكانة والهيبة وما طالتهُ أياديكم ؟؟
أيّ رسالة تُرسل للمواطن حين يرى موظفًا بسيطًا ، أو أُمّاً مِنْ الأطراف ، أو طفلًا يحتَفل مِنْ قلبه ، بينما كِبار القوم غائبون ، أو مشغولون ، أو يكتفون بمنشور على منصة أو صورة في قاعة مغلقة ؟ .
هل صار الوطن أقلّ مِنْ أن يُحتفل بِهِ ؟ هل بات الاستقلال مناسبة ” للفراغات ” لا للأفعال ؟ هل ظنّ هولاء أنّ حبّ الوطن باتَ شأن البسطاء ؟ أم أنهم اكبر مِنْ الوطن ؟ .
أم ظنّ هولاء – كما ظنّ بعض المغرورين يومًا – أنّهُ مغفور لهم و ” مصطَفون وطنيًا ” لا يحتاجون لإثبات الانتماء أو المشاركة فيهِ ؟ .
إنّ الوطن لا يستَكبر على مَنْ يُحبّه ، لكنه يضيق خُلقاً بمن يتعالى عليهِ !!
الوطن لا ينسى …
وسوف يُسجّل للتاريخ أنّ الذين شاركوا الناس أفراحهم ، ولو برفع علم ، كانوا الأصدق !!
أمًا أولئك الذين اكتفوا بالجلوس وفضّلوا الغياب عَنْ مشهد العزّة فسيبقون في هامش الصورة .. حتّى لَوْ حَمَلوا الألقاب كُلّها !!
ستبقون صغارًا ونحن الكِبار .. ستبقون البخلاء – حَتّى في حُبّ الوطن – وسنبقى نحن الكرام .. وَمَن خَذلَ الوطن في الفرح ، كَيفَ نأمنه في الشِدّة ؟ .
كُلّ إستقلال وأنتم أيها المخلصون الكِرام بألف خير .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

Read Previous

بحضور عشرات الآلاف من الأردنيين والأردنيات زين تحتفي بعيد الاستقلال 79 بحفل ضخم في حدائق الملك عبدالله الثاني

Read Next

الملك ينعم بأوسمة على مؤسسات وشخصيات وطنية بحفل الاستقلال الـ79

Most Popular