
يَملِكونَ لِساناً .. ولا يَملِكونَ ضَميراً للإنتماء !!
فِي مُناسبات الأعياد تَجُرّكَ كَثيراً الواجبات الاجتماعية إلى أحاديث تَسمَعها مِنْ مُتَصَدري المشهد المُتكئينَ عَلى الأرائكِ فيها والاستماع إلى إنتقادات تَطالُ أجهزة الدولة الأردنية وَكُلٌّ لَديهِ مصادرَهُ ألتي لا يأتيها الباطل لا مِنْ خَلفِها ولا أمامها !! .
تَقِفُ محتارًا عَلى تجنيّاتٍ تسمعها وباطلاً تُبنى أركانهُ والكُلُّ عَليم خبير !! وأكثر أجهزة الدولة تَعَرُّضَاً للإفتراء والنقدِ والتشكيك هِيَ الأجهزة الأمنية ألتي لا بَواكيَ لها !! .
الكثيرون يَعلَمونَ الحَقَّ ويعلمونَ جهودَ هَذهِ الأجهزة وَلَكنهم ساكِتونَ سُكوت الشياطينَ الخُرسْ لا لِسَببٍ إلّا الخوف مِنْ وَصمهم بوصمةِ الانحياز لهذهِ الأجهزة – وكأنّ ذاك عار يجب الابتعاد عَنهُ – أو أنهمُ لا يَملِكونَ ضَميراً للإنتماء لهذا الوطن !! .
العالمونَ ببواطنِ الأمور يُدرِكونَ أنّ الأجهزة الأمنية لا يَقتَصِر عَملها على النواحي الأمنية فقط ، فمطلوب منهم مُراقبة النواحي السياسية والاقتصادية ومراقبة المشاريع الإستراتيجية وإجراء الدراسات المحلية والإقليمية ووضع الخطط الإرشادية وإطفاء الكثير مِنْ الحرائق ألتي لا يكونون سببًا في إشعالِها !! .
لَيسَ المقصود مِنْ ذلك تحويل الدولة إلى دولة بوليسية كَما يُحاول البعض رَسم الصورة !! وَليسَ عَدَم ثِقة في شخوص مَنْ يَتولونَ المنصب العام ولكن لأنّ هولاء الأشخاص تنتهيَ مسؤولياتهم بحدود المنصب الذي يشغلونه ، وتنتهي هذهِ المسؤولية حالَ مغادرة المواقع التي يشغلونها !! وتبقى الاثار معكوسة على الوطن والمواطن .. ويبقى يُعاني مِنْ هذهِ الآثار – في حالة الانحراف – هذهِ الأجهزة المطلوب مِنها إصلاح ما تَمّ إفساده !! ويبقى الواجب على هذهِ الأجهزة إطفاء حرائق هذهِ القرارات !! .
الكثيرون مِنْ العاملين في هذهِ الأجهزة الأمنية يتعرضون لحملات مُمنهجة مِنْ التشكيك والهجوم ويبقونَ كاظمين غيظهم !! يدفعونَ ثمن هذا الصبر ابتعادًا عَنْ بيوتهم وأطفالهم وأهليهم !! وكأني بالشاعر يعنيهم حينَ قال :
وَقَد يأكلون مِنْ فَرطِ الجوع أنفسهم
ولكنهم مِنْ قُدورِ الغيرِ ما أكلوا
مطلوب مِنْ الأجهزة الأمنية مراقبة الداخل ومتابعة الخارج ، مطلوب مِنهم السياسة والاقتصاد والتعليم !! مطلوب مِنهم حماية وطن ومواطن !! ومطلوب مِنهم أنْ يتلقوا الطعنات مِنْ الجميع وأنْ لا يشكونَ طعنة الصديق ولا غدرَ العدو !! يؤثِرونَ على أنفسهم ولوْ بهم خَصاصة لا لضعفٍ أو قِلّة حيلة ولكن حماية لوطن كثيرون ينتظرون لحظة ضعف ليُثخنوه جراحاً !! هُمْ ليسوا ملائكة ولا أنبياء وَقَد يُخطئون ولكنهُ يبقى إجتهاداً قابلًا للتصحيح والمراجعة .
وإنْ قال مَنْ سبقنا ذات يوم أنّ مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله ففي هذهِ الأعياد حَقٌّ لهم وواجبٌ علينا أن نقول لكُلِ العاملين في هذهِ الأجهزة وبكافةِ مستوياتهم ” كُلّ عام وأنتم وعائلاتكم وأهليكم بخير .. لكمُ الشكر والتقدير .. ” .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة