
اخبار ع النار-في ظل استمرار تراجع قيمة الريال الإيراني أمام الدولار والوضع المتوتر مع أميركا، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن تأثير هذا الارتفاع يطال حياة الجميع.
وأشارت المسؤولة الرفيعة، اليوم الخميس، إلى أن الحكومة تدرك حجم الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطنون، حسب ما نقلته وكالة خبر أونلاین.
كما كشفت أن راتبها الذي يقارب 60 مليون تومان (حوالي 630 دولارًا)، مشددة على أن الدولار بسعر 95 ألف تومان أثقل كاهلها أيضاً. وقالت: “نحن ندرك أنه عندما يكون راتب شخص ما، على سبيل المثال، 12 مليون تومان (حوالي 125 دولاراً)، فإن تأثير ذلك يكون أكبر عليه”.
كذلك أضافت مهاجراني مشيرةً إلى تأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، بأن الظروف الصعبة عمرها سنوات، لكن من الطبيعي أنه كلما تعمقت العقوبات وأثرت على البنية الاقتصادية، ازدادت الأوضاع صعوبة عامًا بعد عام، وفق تعبيرها.
وتشهد إيران واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والسياسية في تاريخها الحديث، حيث تزايدت الضغوط الداخلية وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية.
ومع استمرار العقوبات الأميركية التي أنهكت الاقتصاد الإيراني، يجد النظام نفسه أمام خيارات صعبة، بينما تلوح في الأفق تساؤلات حول ما إذا كان سيناريو سقوط النظام في سوريا قد ينتقل إلى طهران.
أصبح الاقتصاد الإيراني ساحة صراع حاسمة بين النظام وشعبه، إذ أدى الحصار الاقتصادي المفروض من الولايات المتحدة إلى انهيار العملة المحلية، ووصل التضخم إلى معدلات غير مسبوقة بلغت نحو 80%، فيما يعيش ما يقرب من 30% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر.
ومع تصاعد الاحتجاجات ضد التدهور الاقتصادي، يبدو أن الغضب الشعبي يتجه إلى نقطة اللاعودة.
يرى الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية حكم أمهز أن “ما يجري في إيران ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكمات طويلة من الضغوط الاقتصادية والسياسية”.
وأشار إلى أن “العقوبات الأميركية لعبت دورا رئيسيا في إيصال إيران إلى هذه المرحلة، لكن الولايات المتحدة تدرك أن إسقاط النظام عبر العقوبات وحدها أمر غير مضمون”.
في ظل تصاعد التوترات، يبدو أن الولايات المتحدة تراهن على تفاقم الأوضاع الداخلية في إيران لدفع النظام نحو الانهيار أو التفاوض وفق شروط قاسية.
سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب قد تعود بقوة ما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة بين طهران وواشنطن. يقول أمهز: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، لكنها تعمل على زعزعة الاستقرار الداخلي لتحقيق أهدافها”.
وأضاف: “الرهان الأميركي هو على انهيار أعمدة النظام من الداخل، وليس عبر تدخل عسكري مباشر، خاصة مع وجود أزمات اقتصادية خانقة تضغط على الحكومة الإيرانية”.
الشارع الإيراني يشتعل.. والنظام يحاول الصمود
رغم حملات القمع والاعتقالات التي يشنها النظام ضد المحتجين، لا تزال المظاهرات مستمرة، ما يضع القيادة الإيرانية أمام اختبار حقيقي.
وبينما تسعى الحكومة إلى احتواء الأزمة عبر إجراءات مثل زيادة رواتب الموظفين وضخ أموال في السوق، يرى محللون أن هذه الحلول قد لا تكون كافية لمنع انفجار شعبي واسع النطاق.
أمهز يقلل من احتمالية حدوث انهيار سريع للنظام، مشيرا إلى أن “الوضع الأمني لا يزال تحت السيطرة، والسلطات الإيرانية مستعدة للتعامل مع أي محاولات لزعزعة الاستقرار الداخلي”. لكنه في الوقت ذاته يحذر من أن “استمرار الأوضاع الاقتصادية المتردية قد يؤدي إلى احتجاجات أكبر، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لاستقرار النظام”.
سيناريوهات المستقبل
في ظل الضغوط المتزايدة، يجد النظام الإيراني نفسه أمام عدة سيناريوهات: إما تقديم تنازلات للولايات المتحدة والدخول في مفاوضات وفق الشروط الأميركية، أو مواصلة التشدد، مما قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الداخلية وربما اضطرابات واسعة النطاق.
كما لا يُستبعد أن تلجأ طهران إلى تصعيد إقليمي عبر وكلائها في المنطقة لمحاولة تشتيت الضغط الداخلي.
يرى أمهز أن “إيران لن تقبل التفاوض تحت التهديد، لكنها قد تبحث عن حلول وسط إذا وجدت نفسها أمام أزمة وجودية حقيقية”.