قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، إنّ المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يلبي مطالب الأشقاء بإقامة دولتهم المستقلة، وأن يعيشوا كغيرهم من شعوب العالم بأمن واستقرار.
حديث الصفدي جاء لدى مشاركته في أعمال جلسة البرلمان العربي في جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث حل متحدثاً رئيسياً فيها وقد حملت عنوان (نصرة فلسطين وغزة)، وذلك بحضور نائب رئيس البرلمان العربي النائب خليل عطية، والنائب علي الخلايلة والعين إحسان بركات، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح.
وأضاف أن الأردن بقي بقيادته وجيشه وشعبه وبرلمانه وحكومته، ومختلف مؤسساته في خندق الدفاع عن غزة، حاملين لواء الدفاع عن الحقوق التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطيني رغم تعاظم التحديات وتزايد الضغوطات، حيث يواجه الأردن على جبهته الشمالية والشرقية حرباً مع عصابات وميليشيات تهريب السلاح والمخدرات، والتي تسيرها قوى إقليمية أقل ما يقال بحقها أنها تخدم المشروع الصهيوني، حين تبيح استهداف الأردن وهو على جبهة الدفاع عن فلسطين.
وأشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اليوم الأول للعدوان الغاشم، كان يتحدث بصوت الحق، ويقدم للعالم سردية حقيقية أسهمت في التأثير بالرأي العام الدولي، والذي كان منساقاً وراء رواية المحتل الكاذبة، مثلما قدمت جلالة الملكة رانيا العبد الله مضامين مهمة في جلاء الصورة للعالم، بعد أن كان الجاني يصور نفسه على أنه الضحية، فيما كان ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله يشرف على تجهيز مستشفى ميداني ثانٍ لقطاع غزة، ويقوم أيضاً وسمو الأميرة سلمى بنت عبد الله مع سلاح الجو الملكي الأردني بعمليات إنزال جوي محملةً بالإغاثات العاجلة للأشقاء، ليكون الأردن على عهده مع أمته ثابت الموقف، ويسطر نشامى المستشفى الميداني في جيشنا العربي أروع صور الفداء، باستمرارهم على تقديم الخدمة والرعاية رغم القصف والدمار.
وأكّد الصفدي أن أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها أو تهجير أهلها أمر مرفوض، ولذلك علينا اليوم واجب الموقف الموحد برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وحماية وحدة الأرض والشعب الفلسطيني، فلا مجال للفصل اليوم بين ما يجري في غزة، وما يُحاك للضفة الغربية إذا استحكم الاحتلال منفذا مخططاته اليمينية المتطرفة، مشدداً على أن غزة علمت العالم أجمع، أن صفحات البطولة لا تطوى، وأن الأرض تحارب مع أهلها، وأن هوية الفلسطيني ستبقى عنواناً للفداء والصبر والبطولة.
نص كلمة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين
معالي رئيس البرلماني العربي الأخ عادل بن عبد الرحمن العسومي الأكرم
السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الوفود الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
والسلام على فلسطين أرض الصابرين المرابطين
السلام على غزة…تجود على الأمة بالعزة
ويفيض بحرها بالدم الزكي
ويبرق أطفالها برسالة تقول للأمة: نحن هنا باقون
ندافع عن أرض الأنبياء
نقاوم بصدورنا العارية فوهات البنادق والبارود
نقاوم الشيطان والمحتل والطاغوت
يرتقي منا شهيد يسعفه شهيد ويصوره شهيد، ويودعه شهيد ويمشي في جنازته شهيد، ويصلي عليه ويدفنه شهيد، ثم تلد هذه الأرض ألف شهيد وشهيد، ونكتب على أحجارها وجدرانها أعذب نشيد، نستقي من الردى ولن نكون للعـدى كالعبيد.
وبعد،،
السيدات والسادة الكرام..يا إخوة العروبة والدم والمصير
على أبواب العام الجديد، نقترب من انتهاء الشهر الثالث على أكبر مجزرة بشرية عرفناها بعد حروب القرن الماضي، فغزة تشهد حرب إبادة بكل المعاني، ومن لم يمت تحت القصف والنيران، مهدد بالموت بسبب الجوع وانتشار الأوبئة، وانعدام سبل إدامة الحياة من حاجات أساسية، فيما تقف أقطار أمتنا على مقصلة القهر، وهي ترى آلة البطش الصهيونية تزيد في جسد الأمة جراحاً فجراحا، ويسكن اليأسُ شعوبنا من قلة الحيلة، وانعدام آفاق التكاتف العربي في إسناد القضية الفلسطينية، مكبلين بسلاسل من الشجب والاستنكار.
ونستيقظ كل يوم على كارثة إنسانية بأبشع صورها، حيث ظواهر القتل بالجملة، وعداد الشهادة مفتوح في المقابر الجماعية، أخوة من الشيوخ والنساء والأطفال، لا ذنب لهم سوى أن الاحتلال قرر العقاب الجماعي لهم، وكأنه ينتقم لنفسه بأثر رجعي من مظلومية ظل يكذب وهو يرددها، حتى صدقها حلفائه الذين انحازوا للباطل دون أن يرف لهم جفن على شلال الدم العربي في غزة.
السيدات والسادة الكرام
إننا في المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني نقف إلى جانب الحق الفلسطيني بكل عقيدة وقناعة، ونقوم بذلك من منطلق الواجب ومشروعية رسالة الثورة العربية الكبرى وقيمها النبيلة، حيث تجمعنا بالفلسطينيين روابط التاريخ والجغرافيا والمصير واختلاط الدم، وهي روابط لا تنفك عراها ولا تنفصل، فعهد الأخوة بيننا شهد عليه التاريخ وسقط من أجله شهداء، وعاشت على أمجاده أجيال وأجيال.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الغاشم، كان جلالة الملك يتحدث بصوت الحق، ويقدم للعالم سردية حقيقية أسهمت في التأثير بالرأي العام الدولي، والذي كان منساقاً وراء رواية المحتل الكاذبة، مثلما قدمت جلالة الملكة رانيا العبد الله مضامين مهمة في جلاء الصورة للعالم، بعد أن كان الجاني يصور نفسه على أنه الضحية، فيما كان ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله يشرف على تجهيز مستشفى ميداني ثانٍ لقطاع غزة، ويقوم أيضاً وسمو الأميرة سلمى بنت عبد الله مع صقور سلاح الجو الملكي الأردني بعمليات إنزال جوي محملةً بالإغاثات العاجلة للأشقاء، ليكون الأردن على عهده مع أمته ثابت الموقف، ويسطر نشامى المستشفى الميداني في جيشنا العربي أروع صور الفداء، باستمرارهم على تقديم الخدمة والرعاية رغم القصف والدمار.
السيدات والسادة الكرام
لقد بقي الأردن بقيادته وجيشه وشعبه وبرلمانه وحكومته، ومختلف مؤسساته في خندق الدفاع عن فلسطين، حاملين لواء الذود عن الحقوق التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطيني رغم تعاظم التحديات وتزايد الضغوطات، حيث يواجه الأردن على جبهته الشمالية حرباً مع عصابات وميليشيات تهريب السلاح والمخدرات، والتي أقل ما يقال بحقها أنها تخدم المشروع الصهيوني، حين تبيح استهداف الأردن وهو على جبهة الدفاع عن فلسطين.
الزميلات والزملاء الكرام.
إن الأردن يؤمن بمعادلة واضحة، مفادُدها أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يلبي مطالب الأشقاء بإقامة دولتهم المستقلة وأن يعيشوا كغيرهم من شعوب العالم بأمن واستقرار.
ونؤكد من هنا .. من مصر العظيمة أن أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها أو تهجير أهلها أمر مرفوض، ولذلك علينا اليوم واجب الموقف الموحد برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وحماية وحدة الأرض والشعب الفلسطيني، فلا مجال للفصل اليوم بين ما يجري في غزة، وما يُحاك للضفة الغربية إذا استحكم الاحتلال منفذا مخططاته اليمينية المتطرفة.
وهنا أقول إن الأمة بأكملها مدينة لأهل غزة ولشعب فلسطين في حمايتهم لأرضهم ومقاومتهم للمحتل الغاشم، وإصرارهم التمسك بحقهم مهما غلا الدم وازدحمت المؤامرات، معطلين بذلك عجلة الوهم الصهيونية التي تريد ابتلاع المزيد من أراضي الأمة.
السيدات والسادة الكرام
خلاصة القول: إن إنكار الحق الفلسطيني واستمرار العدوان على المدنيين في غزة، من شأنه نقل الصراع وتوسعه إلى كارثة يطول أمدها إلى المنطقة بأكملها ويصعب بعد ذلك تدارك الأمر، وعلينا في البرلمانات العربية واجب تعرية المحتل عبر مخاطبة البرلمانات الدولية للضغط على حكومات بلدانها، من أجل اتخاذ مواقف رافضة للحرب وداعية لوقفها، ومحاسبة الكيان وقادته على جرائمه النكراء بحق شعبنا المرابط في غزة والضفة.
في الختام
لقد ضربت غزة بصمودها، وجه المحتل المتعطش للدم والإجرام، وحطم الأطفال الأبرياء كل مزاعم الجيش الذي يدعي أنه لا يُقهر، فكانت أشلاء الشهداء أبلغ من كل الخطابات، فغزة ليس لها حنجره، لكن لها قدره، وأنفة وكبرياء وعزه، وتأبى أن تنصاع لآلة الإرهاب والخراب.
وقد علمت غزة العالم أجمع، أن صفحات البطولة لا تُطوى، وأن الأرض تحارب مع أهلها، وأن هوية الفلسطيني ستبقى عنواناً للفداء والصبر والبطولة، ومهما طال الزمن سيأتي غدٌ مشرق، غدٌ بلا محتل، يجر ذيول الخيبة والهزيمة، مكسوراً مدحوراً، وسيرفع أهل فلسطين راية النصر، وتعلو بالصلوات المساجد والكنائس، وسوف ينهض الجريح، ويذهب مع الريح، كما جاء مع الريح ذاك المعتدي الغاشم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته